النيابة الفرنسية تطالب بسجن الجزائري يوسف عطال لتضامنه مع غزة

طالبت النيابة العامة الفرنسية بسجن لاعب كرة القدم الجزائري يوسف عطال لمدة 10 أشهر مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 45 ألف يورو، بتهمة التحريض على العنف والكراهية، بسبب تضامنه مع فلسطين.

وسيكون يوسف عطال ملزما بنشر العقوبة المسلطة بحقه على حسابه الشخصي في موقع “إنستغرام” لمدة شهر كامل، وهذا في انتظار إصدار الحكم النهائي.

وذكرت وسائل إعلام أن يوسف عطال لاعب فريق نيس، مثل، أمام قضاء محكمة نيس الفرنسية، بعد أن كانت النيابة العامة قد وجهت له تهمة “الإرهاب والتحريض العلني على الكراهية أو العنف”، قبل أن تسقط تهمة “الإرهاب” ويجري الاكتفاء باتهامه بـ”نشر الكراهية على أساس عرقي”.

ويأتي ذلك على خلفية نشر اللاعب الجزائري عبر حسابه على موقع “إنستغرام” مقطع فيديو لإمام فلسطيني يدعو فيه إلى “يوم أسود على اليهود”، في إطار تضامنه مع قطاع غزة، وهو ما كلفه عقوبة الحرمان من اللعب لـ7 مباريات مع فريقه نيس من قبل رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم.

ونفى يوسف عطال، خلال استجوابه أمام قاضي محكمة نيس، يوم 18 ديسمبر /كانون الأول الجاري، أن تكون لديه ميول سياسية، حيث قال وفقا لما نقلته إذاعة “آر. أم. سي” الفرنسية: “ليست لديّ أي علاقة بطرف سياسي، أنا مجرد لاعب كرة قدم، وفي الحقيقة عندما نشرت الفيديو لم أشاهد صاحبه أو الطرف الذي يميل له، لقد كان سهوا مني”.

وأضاف: “قمت بإعادة مشاركة الفيديو كوني رأيت أن ذلك رسالة سلام، نظرا للأوضاع التي كانت قائمة في تلك الفترة، للأسف لم أشاهد الفيديو حتى نهايته، وأنا نادم على ذلك”.

وواصل الظهير الأيمن لمنتخب الجزائر الإدلاء بأقواله: “لم أنتظر أن يحدث ذلك الفيديو كل تلك الضجة، كنت أرى أن الأمر عادي حتى اتصل بي المدير الرياضي في نادي نيس وقمت بحذف الفيديو على الفور، وبعد ذلك أدركت الخطأ الذي وقعت فيه برسالة اعتذار وبكل صراحة لم أقصد أن أجرح أحدا”.

واختتم عن صورته بالعلم الفلسطيني: “أنها صورة مع المنتخب الوطني الجزائري للتضامن مع فلسطين، أنا لست ضد السامية ولست ضد أي شخص، أنا نادم على عدم مشاهدتي الفيديو حتى النهاية، أنا مجرد لاعب كرة قدم ضد الكراهية، لقد لعبنا بالفعل في إسرائيل ولعبت دون أي مشكلة”.

كانت النائبة البرلمانية الفرنسية “فاليري بوايي” قد طالبت شهر أكتوبر /تشرين الأول الماضي بسحب الجنسية الفرنسية من لاعب كرة القدم الدولي ذو الأصول الجزائرية كريم بنزيما، بعد إبداء تعاطفه مع سكان مدينة غزة الفلسطينية، التي تتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ 80 يوما أودى بحياة 22 ألف فلسطيني حسب وزارة الصحة في غزة.

ويشير مركز دراسات انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية، إلى أن العديد من الآراء تستغرب التدابير الفرنسية حيال المواطنين الذين يرغبون في إعلان دعمهم لفلسطين، ومن بينها قرار وزير الداخلية جيرالد دارمنان بحظر “المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين”، على اعتبار أن هذا يعتبر نوعاً من أنواع تقييد حرية التعبير في بلد فولتير الذي تُنسَب إليه هذه الجملة: “لا أتفق مع ما تقوله، لكنني سأقاتل حتى الموت حتى يكون لك الحق في أن تقوله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *