قبرص تخشي من التهديد الديمغرافي بسبب اللاجئين

عبر كثيرون من السياسيين والخبراء في قبرص عن خشيتهم من تأثير الأعداد الكبيرة من اللاجئين علي التركيبة السكانية لقبرص، وذلك بعد وصول أعداد كبيرة من اللاجئين أغلبهم مسلمين خلال فصل الربيع، وتخشي قبرص من تأثير ذلك علي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.ويبلغ عدد سكان قبرص التي يخضع شمالها للاحتلال التركي منذ 1974. حوالي 800 ألف نسمة، ويقيم بها 250 ألف أجنبي وهو ما يقارب 25% من السكان، وتحاول قبرص إعادة أغلب اللاجئين إلي بلادهم لكن محاولتها تتعارض مع سياسة الاتحاد الأوربي، وطبقا لرئيس المجلس المحلي في كوكينوتريميثيا كريستاكيس ميلتيس ، فإن ذلك يعني أن بقائهم في قبرص وجلب افراد اسرهم سيضاعف أعدادهم بما يزيد عن القبرصيين، وقال ميلتيس ” نريد أن نبقي قبارصة يونانيين هنا في قبرص “.وقد زادت حالة الموت وجرائم القتل بين اللاجئين بشكل ملحوظ خلال الشهور الماضية، وهو ما أكده عدد من اللاجئين ومنهم لاجئ شاب يمني في مركز الاستقبال الأولي في مدينة بورنارا ” لقد تركت هذا المكان من أجل الحصول علي السلام والحرية. لدي أحلام لدي مستقبل “.

وطبقا لإجراءات اللجوء في قبرص، يتم جمع اللاجئين في مركز الاستقبال الأولي بورنارا لبحث طلبات اللجوء، ثم يتم ترحيل من تنطبق عليهم الشروط إلي معسكر بقرية كوفينو الجنوبية، ويعيش بالمعسكر حاليا 800 شخص ويحصلون علي الطعام والدواء ومصروف جيب ولهم الحق في الخروج والتجول في أي وقت، وتعمل الحكومة حاليا علي توسيع المعسكر لاستيعاب تدفقات اللاجئين السوريين.

وتحاول الحكومة القبرصية الحد من تدفق اللاجئين، وذلك بمنعهم من البحث عن عمل لمدة تسعة أشهر من وصولهم، وأدي ذلك لاعتماد أغلبهم علي المنظمات الخيرية للحصول علي الملابس والمواد الدراسية، أما بعد الحصول علي اللجوء فتخصص لهم الحكومة مبالغ شهرية وتشجعهم علي العمل والاندماج.

وطبقا لإليزابيث كاسيني المديرة التنفيذية لكاريتاس قبرص، فإن اللاجئين يحصلون علي معلومات خاطئة عن قبرص من المهربين لتشجيعهم علي الهجرة لقبرص، وتقول كاسيني ” المهربون والاشخاص علي طول الطريق يقدمون للمهاجرين معلومات سيئة، بما في ذلك فكرة أنه إذا كان لديك طفل في قبرص أو في الاتحاد الأوربي، فإن هذا الطفل يمنح تلقائيا الإقامة أو الجنسية في الاتحاد الأوربي، وهذا ليس هو الحال “.

كما يشكل الجانب الديني مشكلة كبيرة للاجئين، فالكنيسة الارثوذكسية في قبرص تتهم تركيا بمحاولة تغيير التركيبة السكانية للبلاد، وقد قال جوجيوس الزعيم الروحي للكنيسة ” إن أغلب طالبي اللجوء ينتمون غلي ديانة أخري، وهذا يوثر أيضا علي مجتمعنا، ومن بين الاسباب أيضا أننا مكان يعاني بالفعل من عدد لا بأس به من المشاكل، ولا يمكننا أن نتحمل مثل هذه النسبة الكبيرة من الأجانب القادمين إلى هنا “.

وقد أدت ضغوط الكنيسة واليمين المتطرف إلي حالة استياء عام من اللاجئين، ولذلك تحاول الحكومة زيادة العودة الطوعية، وطبقا لوزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو تحتل قبرص المرتبة الرابعة بين الدول الأوربية من حيث المغادرة الطوعية، وقال يوانو ” نحن نعتقد أنه يجب علينا مكافحة الهجرة غير الشرعية، لأننا نعتقد أن الدول الأعضاء يجب أن تقرر – بموجب القانون الدولي – من الذي سيعبر حدودها، وليس مجموعات التهريب والمتاجرين “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *