وجاء ذلك بعد أن شهد هذا العام زيادة كبيرة في أعداد الاطفال اللاجئين القادمين من ليبيا إلي جزيرة كريت، وبحسب صوفيا كوفيلاكي رئيسة منظمة ( مشروع المنزل ) المعنية بدعم الأطفال اللاجئين والمهاجرين في اثينا، فإن اليونان تشهد حالة طوارئ للأطفال لم تشهدها من سنوات، وقالت كوفيلاكي ” هناك عدد كبير من الأطفال يصعدون علي القوارب كل يوم وهناك حاجة ملحة لإنشاء المزيد من المساحات الأمنة لإيوائهم “، واشارت كوفيلاكي إلي أن الأطفال المحالين لمشروع الوطن كان من بينهم أطفال صغار بشكل استثنائي قدموا من مصر وسوريا.
وبحسب احصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد تضاعف عدد اللاجئين الأطفال خلال 2024، وقد وصلت أعداد اللاجئين القصر الذين دخلوا اليونان خلال شهر نوفمبر فقط 13 ألف قاصر، كما زادت أعداد القصر غير المصحوبين بذويهم في 2024 إلي 3000 مقارنة 1490 دخلوا البلاد في 2023.
وبحسب وزير الهجرة نيكوس باناجيوتوبولوس، فإن الضغط علي طريق الهجرة عبر البحر المتوسط سوف يستمر في 2025، وقال وزير الهجرة خلال جلسة البرلمان اليوناني الأسبوع الماضي ” إن الاضطرابات الجيوسياسية الواسعة النطاق في منطقتنا الأوسع، حيث تدور ثلاث حروب، أحدثها في سوريا، إلى جانب أزمة المناخ، تجبر الكثيرين على ترك منازلهم لمجرد البقاء على قيد الحياة. وقد أدت كل هذه العوامل إلى زيادة كبيرة في الهجرة وتدفقات اللاجئين منذ أواخر عام 2023 “.
واشار باناجيوتوبولوس إلي أن أعداد اللاجئين في اليونان سوف تصل إلي 60.000 في نهاية هذا العام، وأن المخيمات في جزر بحر إيجة أصبحت ممتلئة تمام وتعمل بكل طاقتها.
وبحسب منظمات الإغاثة. يتواجد المئات من الأطفال اللاجئين علي الخطوط الأمامية في عدة جزر منها وليروس وساموس وكوس، وهم في حالة سيئة جدا بدون ملابس ولا أحذية، ويعانوا من عدم وجود للخدمات الأساسية.
وقد سبق وفرضت الحكومة اليونانية سياسة صارمة للهجرة، وأدت تلك السياسة إلي انخفاض عدد الملاجئ الأمنة، وبحسب تقديرات المنظمات المدنية. يضطر 1500 من الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم للعمل لإعالة أنفسهم في كل أنحاء اليونان.
كما تشهد مرافق استقبال اللاجئين المزدحمة العديد من حوادث العنف والإساءة، وذلك حيث تستقبل مراكز الاستقبال الحكومية الأطفال والبالغين معا، وقد شهد هذا الشهر حادثة خطيرة حيث تعرضت فتاة مصرية للاغتصاب الجماعي والضرب والحرق من قبل أربعة أشخاص.
وقد أعلنت الحكومة اليونانية عقب حادثة الهجوم التي شهدها مخيم استقبال اللاجئين في مالاكاسا، والتي اثارت حالة من الغضب العارم، أنها ستقوم ببناء 500 مكان إضافي في بيئة محمية يخصص للأطفال بمجرد العثور علي التمويل.
وكانت نائبة وزير الهجرة صوفيا فولتيبسي قد صرحت عقب الحادثة، بأن أغلب الأطفال بالمخيم جاءوا من مصر حيث بلغ عددهم 160 طفل من بين 213 من القصر في المخيم، وقالت فولتيبسي ” للأسف، يذهب المتاجرون إلى أفقر قرى مصر، ويقنعون الآباء بإرسال أبنائهم إلى أوروبا للعمل، بهدف إرسال المال إليهم، ثم ينقلونهم إلى ليبيا ومن هناك إلى مدينة طبرق الساحلية، وهناك يضعونهم في معسكر ضخم ويعذبونهم ويعدونهم ويدربونهم على الجريمة المنظمة “.