نظام اللجوء الحالي بالمملكة المتحدة يدفع اللاجئين الضعفاء للتشرد

انتقدت منظمات خيرية نظام اللجوء في المملكة المتحدة، وتري المنظمات أن نظام اللجوء الحالي لا يوفر الحماية للاجئين ويدفعهم الفقر المدقع والتشرد، وذلك نتيجة زيادة الضغط علي خدمات دعم اللاجئين والمشردين وقلة التمويل، بالإضافة لعدم الترابط بين سياسات السكن الاجتماعي والدعم مما يخلق وضع غير مستقر للاجئين ويفاقم التشرد.

وبحسب كريستي كوك المديرة التنفيذية لمؤسسة (King’s Arms Project )، فإن مصادر التمويل للجوء والتشرد منفصلة وغير كافية في ظل الزيادة المستمرة في أعداد اللاجئين والمشردين، وتري كوك أن نظام اللجوء في المملكة غير متماسك ولا يتضمن برامج وقاية فعالة، وأن تلك السياسة تدفع كثير من اللاجئين للتشرد.

وبحسب كوك، فإن نظام اللجوء في المملكة لا يتوافق مع الالتزامات القانونية تجاه اللاجئين، حيث يحق لكل شخص في العالم طلب اللجوء في حالات النزاعات أو التعرض للاضطهاد، ويجب أن يكون نظام اللجوء مصمم لتقديم الدعم والحماية والاستقرار، خاصة أن طالبي اللجوء غالبا ما يعانون من صدمات نفسية.

وكانت شبكة منظمات الهجرة واللجوء قد أصدرت خلال الفترة الماضية العديد من التقارير التي تكشف عن عيوب نظام اللجوء، حيث كشفت شبكة المنظمات عن زيادة اعداد اللاجئين المشردين بنسبة 99%، وأن الحكومة تستخدم السكن الاجتماعي كسلاح في حربها ضد اللجوء، كما اتهمت الحكومة بتعمد وضع إجراءات تؤدي باللاجئين للعوز والتشرد.

وبحسب نظام اللجوء، يجب علي من يحصل علي حق اللجوء أن يترك مشاكن الإيواء خلال فترة قصيرة، وعلي اللاجئ أن يوفر سكن بديل ويجد فرصة عمل توفر استقرار مالي والتسجيل للحصول علي إعانات، وتري منظمات اللجوء أن غالبا ما تؤدي الفترة الانتقالية إلي فقر مدقع.

ويزداد الوضع صعوبة أمام طالبي اللجوء المرفوضين حيث يحرمون من الدعم الحكومي، ويعتمدوا فقط علي دعم المنظمات الخيرية التي تعاني من نقص التمويل، بالإضافة لصعوبة العودة لبلدهم الأصلية في أغلب الأحيان، وتؤدي تلك الأوضاع إلي العيش في الشوارع مما يفاقم مشكلة التشرد، وتطالب منظمات اللجوء بأن توفر الحكومة سكن ودعم مالي مؤقت لطالبي اللجوء المرفوضين خلال فترة النزاع القانوني وبحث الخيارات الأخرى لحمايتهم من الفقر والتشرد.

وتري كوك أن سلطات اللجوء تجهل تماما قضايا اللجوء وتعاني من غياب التخطيط المسبق والتفكير غير المترابط وعدم وجود اليات لمعالجة المشكلات التي تؤدي باللاجئين إلي التشرد، وهو ما يؤدي إلي موجة من الازمات والمواقف المعقدة، خاصة أن اللاجئين المشردين لا يمكنهم الحصول علي إعانات التشرد.

وتقوم المنظمات الخيرية والمجتمعات الدينية بدور كبير في دعم اللاجئين والمشردين، وتعمل علي توفير السكن وتلبية الاحتياجات الضرورية لكنها غير قادرة علي تلبية الطلب المتزايد في ظل ضعف التمويل، وتطالب منظمات اللجوء الحكومة بوضع نظام لجوء متماسكا وأكثر إنسانية، خاصة أن من المتوقع أن اعداد المهاجرين واللاجئين سوف تزداد بسبب حالة عدم الاستقرار التي تشهدها العديد من المناطق في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *