شهدت المدن الاسترالية مظاهرات مناهضة للهجرة وأخري ضد العنصرية، وحدثت توترات واشتباكات بين المجموعات المتظاهرة، ففي مدينة ملبورن شارك الالاف في مسيرة مناهضة للهجرة وهم يحملون أعلام استراليا ولافتات تحمل عبارات مناهضة للهجرة، وفي المقابل انطلقت مسيرة ضد العنصرية وحمل المتظاهرون لافتات مناهضة للعنصرية والفاشية وأعلام فلسطين، وحاولت شرطة مكافحة الشغب التفريق بين المجموعتين باستخدام قنابل الصوت والرصاص المطاطي، وقامت الشرطة باعتقال شخص بعد إصابة ضابطي شرطة تم نقلهما للمستشفى.
وقد أدانت شرطة فيكتوريا أعمال العنف التي شهدتها المسيرات، وقال واين تشيزمان قائد شرطة فيكتوريا أن رجال الشرطة ” تعرضوا للرشق بالحجارة والزجاجات والفواكه الفاسدة أثناء محاولتهم حماية المتظاهرين والمجتمع “، وعرض علي الصحفيين صخرة ألقيت علي الشرطة، واضاف ” هذا ما ألقي على الشرطة اليوم، وأعتقد أن ملبورن تلقت ضربة قوية “.
وزعم قائد الشرطة أن مجموعات من المتظاهرين تعمدت مهاجمة الشرطة بشكل مباشر، وقال” إن الأشخاص الذين جاءوا للاشتباك مع الشرطة هم أشخاص مدفوعون بقضايا معينة على اليسار”، واشار في حديثة إلي أن مسيرة استراليا كانت سلمية واستمعت لتعليمات الشرطة.
وبحسب شبكة ( إيه بي سي ) الإخبارية، كان عدد المشاركين في المسيرات أقل بشكل ملحوظ من المشاركين في المظاهرات التي حدثت في أغسطس الماضي، وهو ما دعي أحد المتحدثين في المسيرة إلي عدم الشعور بخيبة الأمل بسبب قلة المشاركين.
وقد نظم التحالف الوطني للعمال مظاهرة ملبورن، وهو تحالف يميني يهدف إلي ( تكريس الحفاظ علي الثقافة والهوية الغربية، ويري التحالف أن الهجرة تمثل خطرا وجوديا علي الاشخاص ذوي الدم الأوربي، وقال مات تريهي من التحالف “نحن ندافع حاليًا عن حقوق الأشخاص ذوي الأصول الأوروبية بنفس الطريقة التي ينبغي لأي مجموعة عرقية أخرى أن تدافع بها عن نفسها “.
وفي مدينة كانبيرا، تظاهر المئات في مسيرة من أجل استراليا تجمعوا عند جسر الكومنولث قرب مبني البرلمان، وفي الجانب المقابل تظاهر عدة مئات ضد العنصرية ودعما للمهاجرين، وحدثت اشتباكات بين المجموعتين قبل ان تتدخل الشرطة للفصل بينهما، وقامت باعتقال شخصين أفرج عنهما لاحقا.
أما في مدينة بريسبان، شارك عدة الالاف في مسيرة من أجل استراليا بمشاركة البرلماني الفيدرالي بوب كارتر، ورفع المتظاهرون أعلام أستراليا ولافتات مناهضة للهجرة مثل ” أوقفوا الهجرة الجماعية “، والقي كارتر خطابا دعي خلاله إلي عدم الهجرة دون استيعاب.
وفي مدينة سيدني، شارك 5 الاف في مسيرة مناهضة للهجرة وساروا عبر منطقة الاعمال المركزية حتي هايد بارك، ورفع المتظاهرون أعلام أستراليا ورددوا الأغاني الأسترالية، وفي المقابل تظاهر المئات من منظمة ( متحدون ضد العنصرية ) في وسط المدينة ورددوا هتافات ضد العنصرية والنازيين الجدد، ولم تشهد المسيرات توترات إلا من شخص واحد غادر المكان بعد أن حاول تعطيل المسيرة.
كما شهدت العديد من المدن الأسترالية في مظاهرات ( مسيرة من أجل أستراليا )، وفي المقابل نظمت المجموعات المناهضة للعنصرية مظاهرات مضادة، وشهدت مظاهرة مدينة أديلايد مشاركة مارك ألدريدج في المظاهرة المناهضة للعنصرية، برغم أنه كان أحد المنظمين لمسيرات أغسطس المناهضة للهجرة، وفسر هذا التحول بقوله ” إنه أصبح من الواضح له أن مسيرة أستراليا كانت ذات دلالات عنصرية، وهو ما لم يوافق عليه “، واضاف ” إن المظاهرة الأولية عندما انخرطت في العمل كانت تهدف إلى محاربة نقص الخدمات المقدمة لأعداد المهاجرين الذين كانوا يجلبونهم. حاولت إرسال تلك الرسالة، وسرعان ما أدركت أن تلك لم تكن الرسالة التي كان من المفترض أن تكون في ذلك اليوم”.
