أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، خشيتها من أن تدفع المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى فرار ما يصل إلى 270 ألف شخص نحو تشاد وجنوب السودان، مشددة على احتياجها إلى دعم عاجل لضمان تقديم المساعدة وفي وقت مناسب للفارين من القتال.
وقالت لاورا لو كاسترو، ممثلة المفوضية في تشاد، في بيان نشر الثلاثاء 25 نيسان /ابريل، على موقع المفوضية الالكتروني، إنّ 20 ألف لاجئ وصلوا إلى هذا البلد، ويتوقع أن يتبعهم 100 ألف آخرين في أسوأ الحالات.
أما في جنوب السودان، فترجح التقديرات الأممية دخول ما يصل إلى 170 ألف شخص، بينهم 125 ألفًا سبق لهم اللجوء إلى الجار الشمالي.
وأكد ينس لايركه، متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أنّ المكتب اضطر إلى تقليص بعض أنشطته في أجزاء من السودان بسبب القتال العنيف.
وقال لايركه: “في المناطق التي أدى فيها القتال العنيف إلى إعاقة عملياتنا الإنسانية، اضطررنا إلى تقليص وجودنا، لكننا ملتزمون بمواصلة تقديم المساعدة لشعب السودان”.
وتكثّف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نطاق مساعداتها للأشخاص الذين يلتمسون الأمان في البلدان المجاورة للسودان، في وقت يبدو فيه القتال مرجحاً لإحداث المزيد من موجات النزوح داخل وخارج البلاد.
وحتى الآن، فإن أهم التحركات التي تجري عبر الحدود في المنطقة هي فرار السودانيين إلى تشاد، وعودة لاجئي جنوب السودان إلى جنوب السودان. وبينما تلقينا أيضاً تقارير تفيد ببدء وصول بعض الأشخاص إلى مصر، إلا أن الأرقام الدقيقة غير متوفرة في هذه المرحلة.
ويبلغ عدد اللاجئين من جنوب السودان في السودان أكثر من 800 ألف لاجئ، يعيش ربعهم في الخرطوم وتطالهم تأثيرات القتال بشكل مباشر.
وتقوم المفوضية لدعم السلطات المحلية والوطنية، بإنشاء مراكز للاستقبال على الحدود في جنوب السودان للتسجيل الطارئ وتحديد الوافدين الأكثر ضعفاً وتوزيع بعض مواد الإغاثة الأساسية عليهم، مثل المياه النظيفة.
وتتوقع المفوضية أن يتوجه معظم الأشخاص العائدين إلى أجزاء من البلاد شديدة الهشاشة، نتيجة للصراع أو تغير المناخ أو انعدام الأمن الغذائي – أو لمزيج من كل ذلك.
ويعاني جنوب السودان في الأصل من أزمة إنسانية كبيرة، حيث يوجد في البلاد أكثر من 2.3 مليون نازح داخلي. وما يقرب من ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما يعيش 2.2 مليون شخص من جنوب السودان كلاجئين في البلدان المجاورة.
وتخشى المفوضية من أن يزعزع العدد الكبير وغير المخطط له من تحركات العودة الجديدة استقرار المجتمعات المحلية التي تعاني قبل هذه الأزمة.
وتؤكد المفوضية أن التبعات الإنسانية لهذه الأزمة ستكون شديدة الصعوبة، حيث يستضيف السودان قبل هذه الأزمة أكثر من مليون لاجئ و3.7 مليون نازح داخلياً. وتتعرض الآن برامج المساعدات التي كانت تعمل فوق طاقتها لضغوط شديدة.
وتضم عمليات المفوضية في البلدان المجاورة للسودان والتي تأثرت بهذه الحالة الطارئة الجديدة أصلاً أعداداً كبيرة من اللاجئين والنازحين داخلياً، وتعاني أيضاً من نقص حاد في التمويل.
وتشدد المفوضية على وجود حاجة ملحة إلى دعم عاجل لضمان تقديم المساعدة في الوقت المناسب لأولئك الفارين من القتال.
ودخلت أمس هدنة بين بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حيز التنفيذ وتستمر لمدة 72 ساعة بوساطة أمريكية.
وهذه هي رابع محاولة لوقف القتال، الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان الجاري، ولكن الطرفين لم يلتزما بالهدنات السابقة.