أفاد مشاركون في دراسة بحثية أن ظاهرة الإسلاموفوبيا في العاصمة الهولندية امستردام تتحول الى “أمر روتيني” بشكل متزايد، لافتين إلى أنهم اختاروا في مرحلة ما أن “يتعايشوا مع التمييز ضدهم”.
وقال المشاركون في الدراسة إنهم لم يتمكنوا من العثور على عمل بسبب دينهم، وتعرضوا لخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي وإلى إطلاق ألقاب عليهم لارتدائهم الحجاب، حسبما تشير “بريطانيا بالعربي”.
ووصف العديد من المشاركين التعود على الإسلاموفوبيا بأنه مشكلة كبيرة في حياتهم، بحيث لن يمكنهم الدفاع عن أنفسهم. وقال الباحثون إنهم اختاروا في مرحلة معينة من حياتهم أن “يتعلموا كيف يتعايشون معها”.
والجدير بالذكر أنه في المدارس، يواجه الأطفال والمراهقون تصريحات معادية للإسلام وردود أفعال من التلاميذ والمعلمين.
ولا يختلف الأمر في جهات العمل، حيث أفاد المشاركون في الدراسة بأنهم تعرضوا للرفض بسبب لقبهم وخلفيتهم.
كما أنهم يواجهون “أسئلة لا صلة لها بالموضوع تمامًا” في مقابلات العمل، مثل مشاعرهم حول العلاقات بين الجنسين، أو الإرهاب، أو المثلية الجنسية، أو ولائهم لهولندا.
وفي حال تقدمهم بشكاوى، يتم اتهامهم بأنهم لا يملكون حس فكاهي أو أنهم يستغلون حجة العنصرية.
ويعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في هولندا، بعد المسيحية، يُدينُ به 5% من السكان حسب تقديرات عام 2018. ينتمي غالبية المسلمين في هولندا إلى المذهب السني. يقيم الكثير منهم في المدن الأربع الرئيسية في البلاد، أمستردام وروتردام ولاهاي وأوتريخت.
وكانت تنسيقية محاربة الإسلاموفوبيا في أوروبا قد كشفت في شهر كانون ثاني /يناير الماضي عن أرقام صادمة في تقريرها السنوي الذي يتعلق بانتشار ظاهرة كراهية الإسلام في مختلف الدول الأوروبية عامة وفرنسا خاصة.
وذكرت التنسيقية في مقدمة التقرير أن الأرقام التي عرضتها لا تعكس حقيقة الواقع الذي يعيشه المسلمون في دول أوروبا مع وجود هوة كبيرة بين التقارير الرسمية وموجات الإسلاموفوبيا التي أخذت في الارتفاع على نحو كبير في السنة الأخيرة.
وسجلت التنسيقية 467 حادثة تتعلق بالعنصرية، و128 حادثة تتعلق بالكراهية والاستفزاز، و71 حادثة تتعلق بالإهانات، و59 حادثة تتعلق بالتحرش الأخلاقي، و44 حادثة تتعلق بالتشهير، و27 حادثة لها صلة بالاعتداءات الجسدية، و33 حادثة مرتبطة بقانون مكافحة الانفصالية.