اتهم محتجون في اليونان سلطات بلادهم بالتسبب في قتل عشرات المهاجرين وفقدان مئات اخرين بعد تقاعسها في إنقاذ قارب الصيد المنكوب، مشيرين الى ان سياسات الاتحاد الأوروبي شريكة في عملية القتل.
وشهدت اليونان مظاهرات واسعة، شارك فيها عشرات الالاف إثر فاجعة غرق قارب المهاجرين الأسبوع الماضي قبالة السواحل اليونانية، وفي مدينة سالوسكونيا الساحلية وفي مدينة كالاماتا التي نقل اليها اللاجئون حمل المحتجون لافتات كتبوا عليها “الاتحاد الأوروبي يقتل الأشخاص”.
وطالب المتظاهرون في الفيديوهات المنشورة على موقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب” بمحاسبة المسؤولين عن غرق المركب، وسط اتهامات للمسؤولين عن خفر السواحل باليونان بالتورط في قتل اللاجئين عبر التقاعس عن انقاذ القارب الذي ابحر من طبرق الليبية متجها الى السواحل الإيطالية مارا باليونان .
وشدت المظاهرات التي دعا اليها الحزب الشيوعي اليوناني وعدة نقابات ومجموعات طلابية يسارية صدامات واسعة بين المحتجين وقوات الأمن.
ونقل تلفزيون “سوريا ستريم” عن ناجين قولهم ” تم حشرنا جميعا في قارب صيد يبلغ طوله 30 مترا. وخلال الرحلة توقف القارب لمدة يومين في المياه الإقليمية بين اليونان وإيطاليا، وفي نهاية اليوم الثاني اقتربت منا سفينة عسكرية يونانية أقنعنا قائدها باللحاق بها الى المياه اليونانية، وأثناء سير القارب تعطل، فرمي قائد السفينة الحربية لنا حبلا ليجر القارب بقوة مما أدى الى انقلابه”.
ومن جهتها تقول سلطات الموانئ اليونانية أنّ القارب شوهد بعد ظهر الثلاثاء (13 حزيران/ يونيو)، من طائرة تابعة لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، لكنّ المهاجرين الذين كانوا على متنه “رفضوا أيّ مساعدة”.
وعلق زعيم المعارضة اليونانية بالقول على مزاعم خفر السواحل قائلا.. “نريد أن نعرف ما هي البروتوكولات التي تحول ان تتدخل السلطات لإنقاذ قارب يوشك على الغرق”؟
ويرى مراقبون أن ارتفاع عدد الغرقى من اللاجئين في مياه البحار، مؤشر واضح على فشل التدبير العالمي لقضايا الهجرة غير النظامية، وفشل السياسة الأوروبية القائمة على “أمننة الهجرة” وتحميل مسؤولية إدارة الحدود إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي.
وتم انتشال جثث 78 شخصاً حتى الآن، لكن هناك مخاوف من وفاة ما يربو على 500 شخص.
ونقلت وسائل إعلام عن بعض الناجين أن حوالي 100 طفل كانوا محاصرين في أسفل القارب عندما غرق في البحر الأبيض المتوسط.
وقالت السلطات اليونانية إن 104 ناجين و78 جثة تم نقلهم إلى الشاطئ في أعقاب الكارثة مباشرة. وتتضاءل الآمال في العثور على المزيد من الناجين.
وأشار مسؤولون بالحكومة اليونانية إلى أن معظم الركاب كانوا من مصر وسوريا وباكستان.