ما زالت الصدمة تسيطر على العالم بعد غرق قارب مهاجرين في البحر اليوناني، منتصف يونيو الماضي، وانتشال جثث 79 مهاجراً ممن كانوا على متنه، السلطات اليونانية أعلنت الحداد ثلاثة أيام، فيما شرعت جهات رسمية وإنسانية بالتعبير عن حزنها، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا والمفقودين.
وتمكنت فرق البحث من إنقاذ أكثر من 100شخص، لكن الناجين يقولون إن عددًا أكبر بكثير لا يزال في عداد المفقودين.
وتقول اليونان إن الكارثة واحدة من أكبر مآسي المهاجرين على الإطلاق، معلنة الحداد العام ثلاثة أيام.
وقال جيروم توبيانا، الذي يعمل في منظمة أطباء بلا حدود للإذاعة الفرنسية إنه كان على السلطات الأوروبية واليونانية التدخل في وقت سابق.
وأضاف: “أمر مروع حقا أن نسمع أن فرونتكس حلقت فوق القارب ولم يتدخل أحد، لأن القارب رفض كل عروض المساعدة … القارب المثقل بالأحمال هو قارب في محنة”.
ومن جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنها “حزينة للغاية”، وأكدت في تغريدة على تويتر أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يجب أن “تواصل العمل مع (…) دول ثالثة لتجنب مثل هذه المآسي”.
أما رئيسة الجمهورية اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو، فقد زارت الناجين في كالاماتا، وأعربت عن “حزنها لهذه المأساة التي لا توصف والدعم الكامل للمهاجرين”.
كما وجهت الشكر إلى ضباط خفر السواحل وفرق الإنقاذ، وأكدت على مسؤولية وضرورة التنسيق بين جميع الدول الأعضاء ومؤسسات الاتحاد الأوروبي لضمان سلامة وحياة المهاجرين واللاجئين.
وفي سياق متصل، قرر رئيس الوزراء المحافظ السابق، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إلغاء تجمع انتخابي كان مقررا نهاية اليوم، وفقاً لما أعلنه حزبه “الديمقراطية الجديدة”، وذلك حداداً على أرواح ضحايا هذه الحادثة. حيث من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في اليونان في 25 حزيران/يونيو الجاري.
أما رئيس الوزراء اليساري السابق أليكسيس تسيبراس، فقال “حادثة الغرق هذه جاءت بأكثر الطرق دراماتيكية لتذكيرنا بأن قضية اللاجئين والهجرة لا يمكن التعامل معها ببساطة عن طريق الصراخ والغوغائية. لا توجد حلول بسيطة لواحدة من أكثر المشاكل الدولية تعقيدا. هذه الحادثة تذكرنا أيضا بشيء آخر أكثر أهمية، فالمهاجرين واللاجئين ليسوا أرقاما في الإحصائيات، إنهم أشخاص يحتاجون إلى الاحترام، إن حياتهم مهمة مثل كل أشكال الحياة الأخرى.”
واشتكى خط مساعدة الطوارئ الخاص بالمهاجرين الذين يواجهون مشاكل في البحر، من أن خفر السواحل كانوا “على علم بأن السفينة في محنة لساعات قبل إرسال أي مساعدة”، مضيفا أن السلطات “أبلغتها مصادر مختلفة” أن القارب كان يواجه مشكلة.
وأضاف أن الناس ربما كانوا خائفين من مواجهة السلطات اليونانية، لأنهم كانوا على دراية بـ”ممارسات الصد الرهيب المتبعة” في البلاد.
ووقع حادث الغرق في المياه الدولية على مسافة 47 ميلا بحريا من سواحل بيلوس في البحر الأيوني. وكانت رياح بلغت سرعتها حوالي 12 كم/ساعة تهب في المنطقة.
وتعتبر هذه أكبر حصيلة حادث غرق في اليونان منذ 3 حزيران/يونيو 2016، عندما مات أو اختفى ما لا يقل عن 320 شخصا.