تمكن المحافظون في اليونان من تحقيق أغلبية برلمانية قد تتيح لهم تشكيل الحكومة بمفردهم، وذلك بعد مرور عشرة أيام من كارثة غرق عشرات المهاجرين وفقدان المئات قبالة السواحل اليونانية، والتي أثارت جدلا كبيرا في الشارع السياسي اليوناني.
وتصدّر حزب رئيس الوزراء اليوناني السابق كيرياكوس ميتسوتاكيس اليميني نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد 25 حزيران/ يونيو بفارق كبير عن منافسه اليساري، وفق استطلاعات الخروج من مراكز الاقتراع، في نتيجة يفترض أن تضمن له الأغلبية المطلقة.
وأظهرت نتائج استطلاعات نشرتها شبكات تلفزة لدى إغلاق مراكز الاقتراع أنّ حزب الديموقراطية الجديدة الذي تولّى السلطة منذ العام 2019 وحتى نهاية أيار/مايو، نال ما بين 40 و44 بالمئة وحلّ في الصدارة أمام حزب سيريزا بزعامة أليكسيس تسيبراس الذي نال ما بين 16,1 بالمئة و19,1 بالمئة، وهي نتيجة أدنى للفصيل السياسي اليساري مقارنة بأدائه في الاستحقاق الأخير الذي أجري في 21 أيار/مايو.
وفي حال ثبتت صحّة هذه النتائج، يكون المحافظون قد فازوا بفارق هو الأكبر لهم منذ نحو 50 عاماً، في تصويت كافأهم فيه الناخبون على إنعاشهم اقتصاد البلاد بعد أزمة ديون كبرى.
وميتسوتاكيس (55 عاماً) خريج جامعة هارفرد الأميركية المرموقة، يسعى للحصول على ولاية ثانية من أربعة أعوام، معوّلا على تمكّنه من قيادة البلاد للخروج من تبعات الجائحة وتحقيق نموّ اقتصادي قوي في العامين الماضيين.
وفاز ميتسوتاكيس في الانتخابات التي أجريت في 21 أيار/مايو، لكنّه لم يحصد غالبية كافية تتيح له تشكيل الحكومة الجديدة من دون تشكيل تحالفات، ما دفعه للاحتكام مجدّداً إلى صناديق الاقتراع ودعوة 9,8 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم مرة ثانية.
وفي استحقاق أيار/مايو، حاز حزب الديموقراطية الجديدة الحاكم منذ أربع سنوات 40,8% من الأصوات، متقدمًا على حزب سيريزا اليساري الذي حاز 20% من الأصوات. وحلّ ثالثا حزب باسوك كينال الاشتراكي محقّقاً 11,5% من الأصوات.
وشكّل الحادث الذي صُنف كونه أحد أسوأ كوارث رحلات الهجرة منذ سنوات، انقسام الآراء بشأن الهجرة غير شرعية، ما أثار التخوفات حول انعكاسه على نتائج الانتخابات التي أجريت الأحد..
واتهم محتجون غاضبون في مظاهرات الأسبوع الماضي السلطات اليونانية بالتسبب في كارثة غرق مركب الصيد، بسبب تقاعس خفر السواحل عن نجدة المركب، واتهموا كذلك، السياسات التي ينتهجها شمال الأطلسي “الناتو” والاتحاد الأوروبي، بالتسبب في تدفق المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى بلدهم.
وسار المتظاهرون الذين كان معظمهم من المنظمات اليسارية، بما في ذلك الحزب الشيوعي اليوناني إلى مكتب الاتحاد الأوروبي وهم يهتفون “من أجل مصالح الرأسماليين، لقد حولوا البحر الأبيض المتوسط إلى بحر الموتى ” و”الجريمة مستمرة وآلاف الأشخاص ماتوا “، و”المهاجرون غرقوا.. طالبو اللجوء ماتوا، هذه سياسة الاتحاد الأوروبي”.