تزايد عدد المهاجرين الذين يصلون إلى الجزر اليونانية، بمساعدة السلطات اليونانية، في الأسابيع الخمسة الماضية، يطرح تساؤلات بشأن إذا ما طرأت تغييرات على سياسات الهجرة اليونانية، أم أنها مجرد مناورة مؤقتة من الحكومة اليمينية لامتصاص الغضب، بعد فتح جهات أوروبية التحقيق في كارثة غرق مئات المهاجرين قبالة السواحل اليونانية الشهر الماضي.
وقالت منظمة Aegean Boat Report” المعنية بمراقبة الهجرة عبر بحر “ايجة” والجزر اليونانية يوم الثلاثاء المنصرم، إن خفر السواحل اليوناني المتهم منذ سنوات بإجبار قوارب المهاجرين بشكل غير قانوني على العودة إلى المياه التركية، وحتى التخلي عنها في وسط بحر إيجة، قد غيّر بشكل جذري من تكتيكاته.
وأفاد بيان المنظمة أنه قد “بدأت السلطات في مساعدة المهاجرين في القوارب التي تقترب من الساحل، وتنقلها إلى الشاطئ، ولم يعد يتم تعقب الذين تمكنوا من الوصول إلى الجزر اليونانية وإبعادهم، ويُسمح لهم الآن بالبقاء”.
وأفادت المنظمة، بأن خفر السواحل اليوناني التقط مجموعة من اللاجئين ورافقهم إلى ميناء ميتيليني.
وأشارت المنظمة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” على الأرجح من قارب في المنطقة البحرية حول ميناء ليسفوس، لم يتم تأكيد عدد الأشخاص ولكن قد يكون حوالي 30 شخصًا.
واتصلت مجموعة أخرى من حوالي 50 شخصًا كانوا ينجرفون في قارب مطاطي جنوب غرب بلوماري، بالمنظمة، وأفادت المجموعة أن القارب كان يضم 20 رجلاً و15 امرأة و15 طفلاً.
وبعد الاتصال بساعتين تقريبا، أخبرتنا المجموعة أن حرس السواحل اليوناني قد التقطهم، لكنهم لم يعرفوا إلى أين سيتم نقلهم، وكانوا يخشون أن يتم إعادتهم إلى تركيا.
وأضافت المنظمة تابعناهم على موقع الواتس آب، وكان من الممكن أن نرى انهم كانوا متجهين مباشرة الى ميناء ميتلينيي، ولكننا فقدنا الاتصال بالمجموعة على متن سفينة خفر السواحل، على الأرجح أنه تم أخذ هواتفهم بعيدًا عنهم، لكننا واثقون تمامًا من أن المجموعة نُقلت إلى الميناء، ولم يتم دفعها للخلف.
كما أُبلغنا أن منظمة أطباء بلا حدود قد حضرت هبوطاً ثالثاً في الجزيرة هذا الصباح، إذا كان هذا صحيحاً، ولم نتمكن من تأكيد عدد الأشخاص الذين وصلوا.
ولكن المنظمة الحقوقية شككت على “تويتر” في توجه اليونان الجديد قائلة “إنه تطور إيجابي بالتأكيد”، مضيفة أنه ليس من المؤكد ما إذا كان هذا النهج سيستمر أم لا.
كانت منظمة ” Aegean Boat Report” المعنية بمراقبة الهجرة عبر بحر “ايجة” والجزر اليونانية، قد سجلت 65 حالة إرجاع غير قانونية لقوارب مهاجرين خلال شهر أيار/ مايو الفائت، عرضت حياة ركابها إلى مخاطر عديدة على يد خفر السواحل اليوناني.
وفي ليلة 13 من حزيران/ يونيو الماضي، انقلبت سفينة تقل نحو 750 رجلاً وامرأة وطفلاً، معظمهم من باكستان ومصر وسوريا، في المياه اليونانية، ونجا 104 رجال فقط، في حين مات جميع النساء والأطفال، في حادث غرق يعتبر الأكثر دموية في أوروبا منذ سنوات.
كانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان، التابعة للاتحاد الأوروبي، قد أعلنت عن فتح تحقيق بكارثة غرق مركب المهاجرين أمام سواحل اليونان الشهر الماضي، وما إذا كانت وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” أوفت بواجبات الإنقاذ.