أمر قاض إسباني بإطلاق سراح تسعة مهاجرين، اتهموا بالقرصنة وإجبار قبطان السفينة، الذي أنقذهم من الغرق، بالتوجه الى أرخبيل جزر الكناري في 3 أكتوبر/ تشرين الأول، بعدما أكد القبطان على سلمية المهاجرين وعدم صحة الرواية الرسمية.
وكانت الرواية الإسبانية الرسمية، قد أشارت إلى إجبار المهاجرين التسعة لقبطان السفينة، الذي أنقذهم و70 مهاجرا آخر، بالتوجه إلى أرخبيل جزر الكناري، بدلا عن العودة إلى المغرب، حسبما ذكر موقع “مهاجر نيوز”.
وأشار متحدث باسم محكمة فويرتيفنتورا، إحدى جزر الكناري الإسبانية، إلى إعلان القاضي وقف التحقيق المتعلق بالقضية” لعدم وجود أدلة كافية”، دون مزيد من التفاصيل.
بينما أفادت مصادر قضائية أخرى، أن القرار استند إلى أقوال القبطان الذي أكد على سلمية المهاجرين، وأوضح عدم إرغامه على التوجه إلى جزر الكناري، مشيرا إلى أن المهاجرين هددوا بالانتحار في حال عودتهم إلى المغرب.
وكان المهاجرون التسعة ومعهم 70 آخرين قد انطلقوا من سواحل طرفاية في المغرب، وأنقذهم طاقم سفينة هولندية من الغرق، ثم نقلهم إلى ميناء فويرتيفينتورا إحدى جزر الكناري.
ولكنهم اعتقلوا فور وصولهم بتهمة” القرصنة“، بعدما أوردت السلطات بأنهم” مجانين“و” عدوانيين“وأخرجوا” سكاكينا“عند معرفتهم بأن قارب الإنقاذ سينقلهم إلى ميناء أغادير وسط المغرب.
يذكر أن” جريمة القرصنة“أو” تهمة القرصنة“بحق المهاجرين لا تعد جديدة، إذ اتهم وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو (المؤسس المشارك لحزب فراتيلي ديتاليا اليميني المتطرف) مجموعة من المهاجرين بـ ”القرصنة”، وزعم بأنهم سيطروا على سفينة تركية كانوا على متنها، وهددوا طاقمها بالسكاكين، في يونيو/حزيران الماضي.
ولكن، التحقيق اللاحق الذي أجراه مكتب المدعي العام في نابولي نقض تلك الرواية، وأوضح اختباء المهاجرين في شاحنة نقل على متن السفينة، واستخدامهم أداة حادة لثقب القماش المشمع لاستنشاق الهواء، وهو ما أظهرته كاميرات المراقبة.
وتعد إسبانيا وخاصة جزر الكناري قبالة السواحل الإفريقية، إحدى نقاط الدخول الرئيسية للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
وشهدت جزر الكناري وصول 14976 مهاجرا بين الأول من يناير و30 سبتمبر بزيادة قدرها 19,8% مقارنة بالفترة نفسها من 2022، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية.
منذ بداية عام 2023، توفي أو فقد 140 مهاجرا أثناء رحلة العبور، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة في مطلع سبتمبر.
وتقدر المنظمة الإسبانية غير الحكومية كاميناندو فرونتيراس، التي تعتمد خلافا للمنظمة الدولية للهجرة، على اتصالات الطوارئ مع المهاجرين غير النظاميين في البحر أو أقاربهم، أن 778 مهاجرا قضوا أو فقدوا على طريق الهجرة هذا في النصف الأول من العام.