حث المستشار الألماني اولاف شولتس جميع الأشخاص في بلاده على “حماية اليهود” في ظل ما وقع مؤخرا من حوادث تصنفها ألمانيا على أنها حوادث معادية للسامية، بينما قالت المفوضية الأوروبية أن الحوادث المعادية للسامية في أوروبا وصلت إلى معدلات غير مسبوقة.
وفي حوار مع صحيفة “مانهايمر مورغن” الألمانية الصادرة اليوم الاثنين، السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني، قال شولتس: “من يهاجم يهودا في ألمانيا، يهاجمنا جميعا”.
وتابع السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن الدولة تقوم بحماية المؤسسات اليهودية، وقال: “لن نقبل بمعاداة السامية. لدينا قوانين شديدة الوضوح. حرق أعلام إسرائيلية يقع تحت طائلة القانون. الاحتفاء بقتل أبرياء يقع تحت طائلة القانون. ترديد شعارات معادية للسامية يقع تحت طائلة القانون”.
وصرح شولتس بأن من واجب أجهزة إنفاذ القانون تطبيق عقوبات على مثل هذه الانتهاكات، حسبما ذكر موقع “دويتش فيله”.
وأعرب شولتس الذي طالب “بمكافحة معاداة السامية”، عن ثقته في الشرطة والقضاء في ألمانيا، مشيرا إلى أن “أجهزة إنفاذ القانون لديها الوسائل اللازمة ويجب أن تستخدمها بشكل حازم. انطباعي هو أن السلطات الشرطية والمحاكم تعرف ما يجب القيام به”.
وكانت ألمانيا شهدت مؤخرا بشكل متكرر مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين بعد القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ شهر إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من الشهر الماضي.
وتحقق الشرطة حاليا في العديد من الحالات التي وقعت أثناء مظاهرات السبت الماضي، للاشتباه في التحريض وإثارة الفتنة.
ومن جهتها ندّدت المفوضية الأوروبية بتزايد معاداة السامية في أنحاء الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الحرب بين اسرائيل وحماس، قائلة إن “يهود أوروبا يعيشون مجددا في الخوف”.
وأفادت المفوضية في بيان بأن “تصاعد الحوادث المعادية للسامية في كل أنحاء أوروبا وصل إلى مستويات غير عادية في الأيام القليلة الماضية، ما يذكرنا ببعض أحلك الأوقات في التاريخ”.
وأشارت المفوضية إلى أعمال معادية للسامية في النمسا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، لافتةً أيضاً إلى وجود “متظاهرين يرددون شعارات كراهية ضد اليهود”.
وأكدت أنه “يجب التصدي لمعاداة السامية، ولتصاعد الكراهية ضد المسلمين أيضاً، وهو ما شهدناه خلال الأسابيع الماضية ولا مكان له في أوروبا”. وتصاعدت الأعمال المعادية للسامية في أنحاء العالم في خضم الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقُتل حوالي 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، أغلبهم من المدنيين، ومعظمهم في اليوم الأول من هجوم حماس، وفقاً للسلطات الإسرائيلية. وقتل ما يقرب من 9500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين أيضاً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق السلطات الصحية التابعة لحماس.
وترفض إسرائيل تطبيق القرارات الدولية المتعددة بإنشاء دولة فلسطينية على حدود الأرض التي احتلتها عام 1967.