قالت المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقة، إنها ضحية حملة عنصرية شرسة أدت الى ترحيلها من فرنسا الى مصر، لآفته إلى أن أحداث غزة كشفت عن “الفاشية الغربية الجديدة”.
وذكرت في كلمتها في المؤتمر التضامني مع الشعب الفلسطيني، بمقر نقابة الصحفيين المصريين، السبت 11 نوفمبر/تشرين الأول، أن “الأجهزة الأمنية الفرنسية اختطفتها، واقتادتها إلى السجن، وحاكمتها باعتبارها إرهابية بسبب منشورات نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تؤيد حق المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي”
وقدمت المناضلة مريم أبو دقة، في كلمتها الشكر لغزة لأنها كشفت، عما اسمته “الفاشية الغربية” الجديدة، مشيرة إلى أن الأنظمة الغربية تتألم لأوجاع الحيوانات، ولكنها تتجاهل معاناة شعب غزة.”
كان مجلس الدولة، أعلى هيئة قضائية إدارية في فرنسا، قد أعطى موافقته على طرد الناشطة الفلسطينية مريم أبو دقة، ليلغي بذلك قرار محكمة إدارية في باريس كانت علّقت أمر وزارة الداخلية بطردها.
وأفاد مجلس الدولة في معرض تفسيره للقرار بأن “لوزير الداخلية الحق في التأكيد أنه كان من الخطأ أن تعلق القاضية في المحكمة الإدارية بباريس طرد” الناشطة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وأقر المجلس بأنه “لم يتمّ لحظ أي إضرار مادي بالانتظام العام” خلال النشاطات العامة التي قامت بها أبو دقة (72 عامًا) على الأراضي الفرنسية، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
إلا أنه أشار الى أن أبو دقة “ليست فقط من أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكنها قيادية في الحركة”، زاعمًا أن الجبهة “ارتكبت 13 اعتداء ضد مدنيين إسرائيليين بين عامي 2002 و2015، أوقعت العديد من الضحايا” حسب تعبيره.
ورأى المجلس أن “التواجد على الأراضي الفرنسية بغرض التعبير عن الرأي بشأن النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، لقيادية في منظمة تبنت هجمات ضد مدنيين إسرائيليين، قد يثير اضطرابات خطرة في الانتظام العام”.
وكانت منظمة “أورو باليستين” الفرنسية غير الحكومية أفادت بأنّ وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أمر منتصف الشهر الماضي، بتوقيف المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقّة في مدينة مرسيليا قبيل توجّهها إلى مدينة تولوز، على أن يُصار إلى ترحيلها.
وفي الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان من المقرّر أن تتحدّث أبو دقّة في ندوة تُعقد في جامعة “لوميير – ليون 2” الفرنسية تحت عنوان “الاستيطان والفصل العنصري الإسرائيلي.. أي مستقبل للفلسطينيين؟”، لكن ذلك أثار جدالًا فطلبت الجامعة من منظمي الندوة سحب الدعوة. وعلى الرغم من ذلك، حضرت أبو دقة إلى القاعة وجلست بين الجمهور.
ومنذ هجوم دام لحركة المقاومة الإسلامية حماس، يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أسفر عن مقتل حوالي 1200 اسرائيلي واختطاف نحو 240 آخرين، وتل أبيب تشن عدوانًا غير مسبوق على قطاع غزة تسبب في مقتل أكثر من 11 آلف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وتشهد فرنسا مظاهرات تضامنية مع غزة. ونظم آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين مظاهرات في باريس الأسبوع الماضي، للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة والتنديد بأفعال إسرائيل بعد تكثيف جيشها عملياته بالقطاع.
وسار آلاف المحتجين في وسط باريس للمطالبة بوقف إطلاق النار رافعين لافتات كتب عليها: “أوقفوا دائرة العنف” و”عدم فعل شيء، وعدم قول شيء، يعني التواطؤ”.