ذكرت وسائل إعلام أن وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، أقيلت من منصبها من قبل رئيس الوزراء ريشي سوناك، بعد الإدلاء بتعليقات، مثيرة للجدل، حول تعامل الشرطة مع المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في لندن.
واتهمت الوزيرة قوات الشرطة في لندن بتطبيق “معايير مزدوجة” في الطريقة التي تتعامل بها مع الاحتجاجات، خصوصا مع المظاهرة الكبرى المؤيدة للفلسطينيين السبت الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني، والذي صادف يوم تكريم ذكرى الجنود البريطانيين الراحلين خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. وقد شارك في تلك المسيرة مئات الآلاف من المتظاهرين.
وذكر موقع “بي بي سي” أن رئيس الوزراء ريشي سوناك اتخذ خطوة إقالة بريفرمان مدفوعاً بضغوطٍ متزايدة، بعد مقالةٍ للأخيرة نشرتها صحيفة “التايمز” يوم الأربعاء الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري؛ حيث قارنت بريفرمان بين هذه المسيرات في لندن وبين مسيرات طائفية شهدتها أيرلندا الشمالية أواخر القرن العشرين في أوج صراعٍ قومي عُرف بصراع “المشاكل”.
ووصفت بريفرمان مسيرات لندن بأنها محاولة “لتأكيد الهيمنة من جانب مجموعة بعينها -لا سيما الإسلاميين- من ذلك النوع الذي اعتدنا أكثر على رؤيته في أيرلندا الشمالية”، مشيرة إلى أنها تعتبرها “مسيرة لترويج الكراهية”.
وقبل أيام من تعليقاتها على احتجاج السبت، والتي أدت إلى تعميق الخلاف بين مكتبها والشرطة، ادعت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X أن الذين ينامون في الشوارع “يعيشون في الشوارع كخيار أسلوب حياة”، ودعت إلى سياسة لمنع المشردين من الوصول إلى الخيام.
وبالرغم من أن وزيرة الداخلية البريطانية، هي ابنة مهاجرين جاءوا من خارج بريطانيا، والدها مسيحي من كينيا وأمها هندوسية من مورشيوس، وزوجها يهودي من جنوب إفريقيا، وهي تدين بالعقيدة البوذية، ولكنها دأبت على مهاجمة المهاجرين ومرة تهاجم حرية التعبير، وتمنع المظاهرات الداعمة لغزة.
وجاءت خطوة إقالة بريفرمان في إطار تشكيلٍ وزاريٍ جديد، شهد مفاجأةً تمثّلت في عودة رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون ليشغل منصب وزير الخارجية محلّ جيمس كليفرلي الذي حمل في المقابل حقيبة وزارة الداخلية محلّ بريفرمان.