شنت السلطات الألمانية، حملة مداهمة على 15 عقارًا، في أربع ولايات، بدعوى استهداف أعضاء ومتعاطفين مع حركتي حماس وصامدون الفلسطينيتين المحظورتين في البلاد، في حين أعلن مركز ثقافي يساري عن اغلاق مقره في برلين مطلع الشهر المقبل، بعد قطع التمويل الحكومي عنه.
وأوضحت وزيرة الداخلية، نانسي فيزر، أن السلطات «تواصل التحرك ضد الإسلاميين المتطرفين»، وأضافت أن حظر «حماس» و«صامدون» في ألمانيا أرسل إشارة واضحة مفادها «أننا لا نتسامح مع دعم الإرهاب الهمجي الذي تمارسه حماس ضد إسرائيل، ويجب ألا يشعر الإسلاميون والمعادون للسامية بالأمان في أي مكان»، حسبما ذكر موقع “أمل برلين”.
وقالت الداخلية الألمانية، التي داهمت أيضًا الأسبوع الماضي عدة أماكن، في سبع ولايات، مرتبطة بالمركز الإسلامي في هامبورج، والذي تشتبه في دعمه لحزب الله، إن نحو 450 عضوًا من حركة حماس يتواجدون في ألمانيا، تتراوح أنشطتهم بين الدعم والدعاية والتمويل وجمع التبرعات.
وكانت ألمانيا حظرت في 2 نوفمبر/تشرين الثاني نشاطات حماس و”صامدون” في البلاد. وتصنف المانيا حركة حماس كحركة إرهابية.
وفي السياق ذاته، أعلن مركز عيون، الثقافي اليساري، عن إغلاق مقره في برلين، الشهر المقبل، بعد قطع التمويل عن المركز، على خلفية دعمه لغزة ضد العدوان الإسرائيلي.
ووصفت إدارة المركز، في رسالة على انستجرام، هذه الخطوة بأنها أكثر من مجرد إغلاق، وإنما هي إرساء سابقة تُخيف كل المؤسسات التي تمولها الدولة، مؤكدة أن تداعياتها ستؤثر على “جوهر حرية الفن والتعبير”.
كانت وسائل إعلام قد ذكرت في وقت سابق، أن مركز “عيون” الثقافي في نويكولن مهدد بخسارة التمويل الحكومي، بسبب اتهامه باستضافة مجموعات “معادية للسامية وإسرائيل”، بينما وصف المركز المضايقات، التي يتعرض لها بـ العنصرية”، مشيرا إلى أنه يعمل على توفير مساحات للمجموعات اليهودية والفلسطينية المهمشة.
وأشارت صحيفة Taz إلى أن وزارة الثقافة في حكومة ولاية برلين، تتهم المركز بالعمل مع مجموعات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وتشكك في حقها في الوجود. وهذا وفقاً لإدارة الثقافة لا يتوافق مع مفهوم الدولة لمنع معاداة السامية.
وتوضح Taz أن سبب الخلاف يتعلق بفاعلية نظمتها جمعية الصوت اليهودي للسلام العادل في الشرق الأوسط، التي أقامت “احتفال حداد وأمل” في مركز “عيون” الشهر الجاري، بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها.
وأكدت متحدثة باسم إدارة الثقافة في حكومة ولاية برلين للصحيفة، أنها “طلبت بشكل عاجل” من إدارة “عيون” مسبقاً إلغاء الحدث الذي كان مخططاً له منذ الصيف، لأن هذه المجموعة “تدعم بشكل نشط حركة المقاطعة” BDS” و(هي حملة دولية تدعو إلى المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل).
ونقلت الصحيفة عن لونا سبو المديرة التنفيذية لمركز “عيون” قولها “نحن نرى (طلب إدارة الثقافة) تدخلاً في عملنا وفي الحرية الفنية”.
وذكرت الصحيفة أنه في وقت مبكر من يونيو/حزيران 2021، بناءً على طلب من إدارة الثقافة في حكومة الولاية، ألغوا حدثاً لـ Jüdische Stimme وLinke Neukölln ومجموعة فلسطين تتكلم.
ومارست الحكومة ضغوطاً في مناسبات أخرى حول وجهات النظر الفلسطينية بما يخص الصراع في الشرق الأوسط، وأحياناً أيضاً عند العمل مع فنانين فلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية لمركز “عيون” وصفها لتدخل حكومة الولاية في برنامج المركز الثقافي بـ “العنصري”.
وتدعم الإدارة مركز “عيون” بحوالي مليون يورو سنوياً.