ذكرت وسائل الإعلام أن شرطة برلين نفذت العديد من المداهمات التي استهدفت مقرات جماعة يسارية نسوية بزعم دعمها لمنظمة فلسطينية مسلحة، وذلك بعد أسبوع واحد من رفض محكمة إدارية تمويل مركز ثقافي بعد اتهامه بمعاداة السامية.
وقال موقع “دويتش فيله” إن الشرطة قامت بتفتيش ست شقق وغرفتين أخريين تخص أعضاء جماعة “تسورا”، يوم 20 ديسمبر/كانون الأول، بحسب ما قاله متحدث باسم الشرطة.
وتصف “تسورا” نفسها على إحدى القنوات الإلكترونية بأنها منظمة نسائية شابة… مناهضة للرأسمالية، وأممية، ومناهضة للفاشية”.
وأفادت تقارير إخبارية أن أعضاء الجماعة يدعمون بقوة “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” اليسارية، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنها منظمة إرهابية.
وبحسب تقرير ورد على صحيفة “برلين تسايتونغ”، فقد تم نشر 170 من أفراد الشرطة في برلين لتنفيذ عمليات المداهمة. ويتهم أعضاء الجماعة النسوية باستخدام شعارات “منظمات غير دستورية وإرهابية”.
وفي الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، حظرت ألمانيا الأنشطة المرتبطة بحركة حماس التي تصنفها إرهابية، على أراضيها، خصوصاً تلك التي تقوم بها منظمة “صامدون”، وهي شبكة تقول إنّها تدعم الأسرى الفلسطينيين.
كانت المحكمة الإدارية ببرلين قد رفضت الأسبوع الماضي طلب مركز عيون الثقافي اليساري باستمرار التمويل الحكومي لأنشطته خلال العام المقبل،
مشيرة الى أن قرار وزارة الثقافة بوقف تمويله ليس له علاقة باتهام المركز بمعاداة السامية، واستضافة فعاليات تدعو لمقاطعة إسرائيل.
كان المركز الثقافي اليساري “عيون” قد نجح في جمع مبلغ 72 ألف يورو من المتبرعين المدافعين عن حرية الفن في المانيا للبدء في معركة قضائية ضد بلدية برلين، بعد قرار مجلس الشيوخ بالمدينة، المثير للجدل، بوقف تمويل المركز بحجة ممارسة أنشطة “معادية للسامية”.
ووصفت إدارة المركز، في رسالة على انستجرام، هذه الخطوة بأنها أكثر من مجرد إغلاق، وإنما هي إرساء سابقة تُخيف كل المؤسسات التي تمولها الدولة، مؤكدة أن تداعياتها ستؤثر على “جوهر حرية الفن والتعبير”.
وباتت قرارات الغاء الفاعليات المؤيدة للفلسطينيين باتهامات “معاداة السامية وكراهية إسرائيل” خبرا شبه يومي في ألمانيا منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد هجوم مباغت لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خصوصا أن برلين تعتبر أمن إسرائيل ودعمها “مصلحة وطنية عليا”.