شهد الأسبوع الأول من العام الجديد مقتل إمام مسجد بمنطقة نيو أرك بولاية نيو جيرسي الأمريكية بعد إطلاق عيار ناري عليه عقب خروجه من المسجد، وسط مخاوف تسود الجالية المسلمة من أن تكون الجريمة حلقة جديدة في سلسلة جرائم الكراهية ضد المسلمين، لاسيما بعد عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر /تشرين الأول الماضي.
ونقلت وسائل إعلام عن المدعي العام لولاية نيوجيرس، مات بلاتكين، أوضح أن الإمام الراحل حسن شريف تلقى عدة رصاصات يوم 3 يناير/كانون ثان، نُقل على إثرها إلى المستشفى في حالة حرجة لكنه فارق الحياة خلال بضع ساعات.
وقال “بلاتكين”، إن الدوافع وراء الجريمة غير معروفة حتى الآن، لافتًا إلى أن الأدلة التي جُمعت حتى الآن لا تشير إلى أنها ارتُكبت بدافع التحيز أو الإرهاب الداخلي.
وشهد الشهر الذي أعقب عملية طوفان الأقصى زيادة غير مسبوقة في حوادث التحيز ضد المسلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفقًا لتقارير صحفية.
وفي إطار تفاقم ظاهرة العنف ضد المسلمين بعد عملية طوفان الأقصى، تلقى الطفل وديع الفيومي (6 سنوات) 26 طعنة أودت بوفاته، على يد مالك عقار بمدينة شيكاغو، يوم 16 أكتوبر الماضي، بينما أصيبت والدته بجروح بالغة بلغت 12 طعنة.
كما تعرضت فتاة مراهقة مسلمة للهجوم أثناء ركوبها مترو أنفاق مدينة نيويورك متجهة إلى مدرستها يوم 23 أكتوبر، حيث وجه لها الجاني كلمات: «أنتِ إرهابية لا تنتمي إلى هنا»، ثم نزع حجابها، ثم لاذ بالفرار.
وفي 26 نوفمبر/تشرين ثان الماضي، أصيب 3 طلبة فلسطينيين وهم هشام عورتاني، وتحسين على، وكنان عبد الحميد، بطلقات نارية خلال تواجدهما في ولاية فيرمونت بالولايات المتحدة.
وكان ثلاثتهم يتواجدون في الولايات المتحدة من أجل الدراسة بالجامعات، وليلة الاعتداء كانوا في طريقهم للعشاء، وفقًا لتصريحات السفير الفلسطيني لدى بريطانيا، حسام زملط.
وقال “زملط” خلال تصريحات عبر موقع “x”، أن كل ما فعله هؤلاء الشبان هو ارتداء الكوفية الفلسطينية.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ارتفاعًا هائلًا في الشكاوى المقدمة في الفترة ما بين 7 أكتوبر 2023 و4 نوفمبر من نفس العام، حيث أعلن المجلس -في بيان صحفي- عن تلقيها خلال تلك الفترة 1283 طلبًا للمساعدة وتقارير عن التحيز المباشر، ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 216% في مثل هذه التقارير مقارنة بمتوسط عدد الشكاوى الشهرية التي تلقتها المنظمة في العام الماضي.
كما أن بعض الولايات سجلت ارتفاعا ملحوظ في معدل الجرائم ضد المسلمين، مثل ولاية نيويورك، وفقًا لمركز “دراسة الكراهية والتطرف” في جامعة ولاية كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، لافتا إلى أن ولاية لوس أنجلوس شهدت 8 جرائم الكراهية ضد المسلمين في الفترة من 6 إلى 26 أكتوبر 2023 بينما شهدت جريمة واحدة خلال نفس المدة من عام 2022.