ندد الرئيس الأميركي جو بايدن، بالخطاب المعادي للعرب، عقب مقال رأي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” تضمن اتهام لمدينة ديربورن، بإنها باتت “عاصمة للجهاد”، كما وصف رئيس المدينة محتوى المقال، بأنه “متعصب” و”معاد للإسلام”، فيما طالب نواب ديمقراطيون بالكونجرس الجريدة بالاعتذار.
ونشرت الصحيفة المقال يوم الجمعة 2 فبراير/شباط بعنوان “مرحبا بكم في ديربورن، عاصمة الجهاد في أميركا.” مما أدى الى زيادة كبيرة في خطاب الكراهية والعنصرية في المدينة.
وندد رئيس بلدية المدينة والمدافعون عن حقوق الإنسان بمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية ولجنة مكافحة التمييز الأميركية العربية بهذا المقال باعتباره معاديا للعرب وعنصريا لأنه يشير إلى أن سكان المدينة، ومنهم الزعماء الدينيون والسياسيون، يدعمون حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والتطرف.
ووصف رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود مقال صحيفة وول ستريت الذي كتبه ستيفن ستالنسكي المدير التنفيذي لمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط بأنه “متهور ومتعصب ومعاد للإسلام”.
وقال رئيس البلدية “إجراءات جديدة ستكون سارية المفعول على الفور، ستكثف شرطة ديربورن وجودها في جميع أماكن العبادة ومواقع البنية التحتية الرئيسية. هذه نتيجة مباشرة لمقال الرأي التحريضي في صحيفة “وول ستريت”، الذي أدى إلى زيادة مثيرة للقلق في الخطاب المتعصب والمعادي للإسلام على مواقع التواصل والذي يستهدف مدينة ديربورن”.
وقال بايدن، دون أن يذكر الصحيفة أو كاتب المقال بالاسم، عبر منصة “أكس” إنه من الخطأ إلقاء اللوم على “مجموعة من الأفراد بناء على حديث قلة قليلة منهم”.
وأضاف “هذا بالضبط ما يمكن أن يؤدي إلى التخويف من الإسلام وكراهية العرب، ينبغي ألا يحدث ذلك لسكان ديربورن أو أي مدينة أميركية (أخرى)”.
وديربورن من المدن الأميركية التي يعيش فيها غالبية من ذوي الأصول العربية إذ تظهر أرقام التعداد أن نحو 54 بالمئة من سكانها من الأميركيين العرب.
ويواجه بايدن، الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية، انتقادات واحتجاجات من ديربورن ومن الأصوات المناهضة للحرب في جميع أنحاء البلاد بسبب دعم إدارته لإسرائيل في عملياتها في غزة.
وقال ستالنسكي إنه متمسك بما ذكره في المقال، وأضاف أن المقاطع المصورة التي جمعها معهده أظهرت تنظيم “خطب ومسيرات صادمة مناهضة للولايات المتحدة ومؤيدة للجهاد” في المدينة.
ولاحظ المدافعون عن حقوق الإنسان ارتفاعا في معدلات معاداة الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية في الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول.
ومن بين الحوادث المعادية للفلسطينيين التي أثارت القلق إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني في ولاية فيرمونت على ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني، وطعن طفل أميركي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر ستة أعوام حتى الموت في إيلينوي في أكتوبر/تشرين الأول.
كما ندد بمقال الرأي في وول ستريت جورنال أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس منهم النائبة براميلا جايابال والنائب رو خانا وعضوا مجلس الشيوخ جاري بيترز وديبي ستابينو. وطالبت جايابال الصحيفة باعتذار.
وقال مناصرون لحقوق الإنسان إن معدلات معاداة الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية ارتفعت في الولايات المتحدة في أعقاب هجوم مباغت لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في السابع من أكتوبر على بلدات إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص، حسب قول إسرائيل.
وردت إسرائيل بهجوم بري وجوي على قطاع غزة الذي تديره حماس، مما أدى إلى مقتل أكثر من 28 ألف شخص، من بينهم 12 ألف طفل، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.