طالبت منظمة أطباء بلا حدود الحكومة البولندية بالمساعدة في تقديم المساعدات الضرورية لطالبي اللجوء المحتجزين علي الحدود مع بلاروسيا، كما أعلنت المنظمة عن خشيتها من نتائج موافقة البرلمان البولندي علي قانون يسمح باستثناء ضباط الشرطة وحرسة الحدود وجنود الجيش من المسؤولية الجنائية عند استخدام تدابير قسرية تجاه المهاجرين علي الحدود مع بيلاروسيا.
وحزرت أطباء بلا حدود من عواقب القانون الجديد، والذي يعني عسكرة الحدود مع بيلاروسيا حيث تفرض بولندا قيود علي وصول طالبي اللجوء إلي المنطقة العازلة، وهي المنطقة التي فرضتها بولندا منتصف يونيو الماضي علي الحدود مع بيلاروسيا مساحتها 60 كيلومتر، وهي المساحة التي يعبر منها المهاجرون إلي الدول الأوربية، ولا تسمح بولندا بوصول المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام للمنطقة العازلة إلا بعد الحصول علي إذن من حرس الحدود.
وطبقا لمنظمة أطباء بلا حدود، ستؤدي التدابير الجديدة إلي تدهور الأوضاع الإنسانية للمهاجرين علي الحدود، بالإضافة لخطر استخدام حرس الحدود للأسلحة الفتاكة ضد الأشخاص الباحثين عن الحماية.
ولم يسمح حرص الحدود البولندي للمنظمة بالوصول إلي كامل المنطقة العازلة لتقديم المساعدة الطبية، وسمحت فقط بدخول أطباء المنظمة لمساحة محدودة لمدة 30 يوم فقط، وقد رفضت بولندا طلبات المنظمات الإنسانية والمتطوعون من المنظمات الشعبية بدخول المنطقة العازلة لتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين.
وقال رئيس الأنشطة الإنسانية لمنظمة أطباء بلا حدود أندرياس سبايت ” إن الحظر يعمل كعصابة علي أعيننا. فنحن لا نعرف ما يحدث في المنطقة الكثيفة الغابات الواقعة بين بولندا وبلاروسيا. ولا نستطع مساعدة الاشخاص الذين لا نستطع رؤيتهم ” وطالب سبايت بمعاملة الأشخاص الذين يسعون للحماية في بولندا بكرامة وإنسانية، ودعي السلطات البولندية بتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول للمنطقة العازلة لتقديم الخدمات الإنسانية.
وتثير التطورات الأخيرة علي حدود بولندا مع بلاروسيا مخاوف المنظمات الإنسانية، فالأوضاع الحالية تمثل تهديد لحياة الأشخاص علي الحدود لعدم حصولهم علي المساعدات الإنسانية الضرورية وخاصة المساعدات الطبية، وقد قدمت منظمة أطباء بلا حدود منذ بداية 2024. المساعدة الطبية لعدد 99 حالة، كما قدمت مساعدات طبية لعدد 142 شخص يعانون من الالتهابات المعوية والإرهاق الشديد والإصابات الناتجة عن العنف، كما تم نقل 32 شخص للمستشفى لمعانتهم من الجفاف وانخفاض الحرارة والجروح.
ووثقت المنظمة تفاقم الأمراض المزمنة بين المهاجرين خاصة بالنسبة للنساء الحوامل، وقد أفاد عدد من الأشخاص أنهم تقطعت بهم السبل في المنطقة الحدودية التي يطلقون عليها ” منطقة الموت ” ويبقي الاشخاص بالمنطقة لمدد تصل إلي 90 يوما في ظل نقص الغذاء والماء النظيف.