ومدة الاتفاق بين البلدين خمس سنوات قابلة للتجديد في حالة نجاحها في تقليل عدد المهاجرين الوصلين إلي إيطاليا، وقد شهدت الشهور الأولي من 2024. انخفاض اعداد المهاجرين الواصلين عبر البحر إلي إيطاليا بنسبة أكثر من 50% عن نفس الفترة من 2023.
وقد جاء الاتفاق بين البلدين بعد وصول جورجيا ميلوني إلي رئاسة الوزراء، حيث تعهدت بتشديد إجراءات الهجرة وتبنت خطة ألبانيا كمبدأ أساسي لها، لكن خطط ميلوني تتعرض لانتقادات شديدة من المنظمات المدنية والمعارضة السياسية، وجاءت التكلفة المرتفعة التي بلغت 650 مليون يورو كأحد أبرز الانتقادات، وقال عضو البرلمان عن حزب أوروبا اليساري ريكاردو ماجي ” إن احتجاز عدد محدود من المهاجرين يعد تكلفة باهظة ” وقد سبق وحاول ماجي الاقتراب من سيارة ميلوني خلال زيارتها الموقع في ألبانيا، وأمسك به رجال الأمن الألبان، وصرخ ماجي ” إذا عاملوا نائبا منتخبا بهذه الطريقة، فتخيلوا كيف سيعاملون المهاجرين”.
وقد تصريحات للنائب اليساري لبي بي سي، شبه هذه المنشآت بمستعمرة عقابية، كما شكك في قدرة رجال الإنقاذ الليلي علي فحص من يتم انتشالهم من البحر لضمان عدم ارسال المعرضين للخطر لتلك المراكز، وقال ماجي ” لن يتمكنوا من الخوض عميقا فيما إذا كان كل شخص ما قد تعرض للتعذيب أو العنف الجنسي أو التمييز بسبب ميوله الجنسية في إفريقيا “.
أما السفير الإيطالي بوتشي، فقد رفض تصريحات النائب اليساري، وقال ” إن هذه القضية تشكل أحد العناصر التي يتعين علي المهاجرين والمهربين أن يأخذوها في الاعتبار”.
وطبقا لبوتشي، فقد فشلت محاولة إيطاليا في توزيع المهاجرين علي دول الاتحاد الأوربي، وكان عليها التفكير في مسار أخر، وأن تجربة ألبانيا يمكن تعميمها إذا اثبتت نجاحها، وأوضح بوتشي الفرق بين تلك التجربة وتجربة رواندا، حيث اعتمدت خطة الترحيل إلي رواندا علي قيام الحكومة الرواندية بإدارة مراكز الاستقبال وطلبات اللجوء أما الاتفاق مع ألبانيا فسيكون تحت الولاية القضائية الإيطالية، كما أن إيطاليا تأكدت من توافق قوانين ألبانيا مع قوانين الاتحاد الأوربي والقوانين الدولية.
ومن جهة أخري، تتعرض الاتفاقية بين البلدين معارضة داخل ألبانيا ايضا، فطبقا للصحفي المقيم في تيرانا فلاديمير كاراغ، فإن إعلان رئيس الوزراء غيدي راما كان ” مفاجأة كاملة ” وذلك حيث سبق واعلن راما رفضه لتوقيع اتفاق مع بريطانيا لاستقبال المهاجرين، وطبقا لكاراغ، فقد زعم راما أنه يعارض بشدة هذا النوع من المعاملة للاجئين، وقال كاراغ ” لذا عندما أبرمت ألبانيا الصفقة مع إيطاليا، كانت هناك تكهنات ضخمة حول ما يكسبه راما شخصيا”