كشف تقرير لصحيفة (tagesschau.de ) عن زيادة عمليات ترحيل طالبي اللجوء الروس إلي روسيا رغم تقليص العلاقات الدبلوماسية منذ فبراير 2022، وقد بدأت عمليات الترحيل لأعداد قليلة في 2023، حيث تم ترحيل سبعة اشخاص فقط بحسب وزارة الداخلية الفيدرالية، وكانت عمليات الترحيل قبل الغزو الروسي لأوكرانيا تشمل أعداد أكبر حيث تم تنفيذ 280 عملية ترحيل إلي روسيا في 2021، عن طريق رحلات جوية مستأجرة.
وكان طالبي اللجوء الروس في ألمانيا غير قلقين من الترحيل منذ 2022، حيث صرحت حينها وزارة الداخلية الفيدرالية بأن عمليات الترحيل اصبحت مستحيلة لأسباب عملية، لكن عمليات الترحيل عادت منذ العام الماضي حيث قامت العديد من الولايات الفيدرالية بعمليات ترحيل إلي روسيا، وقد زاد معدل الترحيل هذا العام حيث تم ترحيل 24 شخصا خلال النصف الأول من 2024.
وكانت الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات، قد طالبت بزيادة عمليات الترحيل إلي روسيا بسبب زيادة الهجرة غير القانونية القادمة من روسيا، وقد سبق واعلنت الحكومة الفيدرالية عن ما أطلقت عليه ” هجوم إعادة ” والذي يعني إعادة المجرمين والمعرضين للخطر إلي روسيا.
وكانت اتفاقية إعادة القبول التي وقعتها ألمانيا مع روسيا قد علقت عمليا في 2022، خاصة بعد تقليص الاتصالات المباشرة بين البلدين للحد الأدنى، وهو ما يعني صعوبة تبادل المعلومات حول تحديد هوية اللاجئين، وتسبب هذا الوضع في وجود صعوبات أمام السلطات الألمانية لتنفيذ عمليات الترحيل.
وحسب وزارة الاندماج في ولاية راينلاند بالاتينات، فإن السلطات الروسية تصعب طلبات الانسحاب رغم وجود أدلة مادية واضحة، كما صرحت وزارة داخلية مكانبورغ-بوميرانا، بأن الجانب الروسي يصعب عمليات الترحيل.
وقد بذلت الحكومة الفدرالية جهود كبيرة من بداية 2024، لزيادة الترحيل إلي روسيا رغم الصعوبات العملية، وقد نجحت جهود الحكومة بشأن ترحيل المجرمين بشكل خاص، وطبقا لمكتب اللجوء والعودة بولاية بافاريا ” فقد تم إعادة مجرمين روس خطرين إلي وطنهم ” وقالت المتحدثة باسم الحكومة أن ” الحالات الفردية التي تم تسليط الضوء عليها كانت ممكنة “. وأكدت المتحدثة أن تخطيط عمليات الترحيل تتم بالتنسيق بين الولايات والحكومة الفيدرالية في حالات ترحيل المجرمين الخطرين.
وتتم عمليات الترحيل بمصاحبة ضباط شرطة ألمان للشخص علي طائرة أثناء عمليات الترحيل المصحوبة، حيث يتم نقله إلي مطار دولة ثالثة حتي يتمكن من السفر لروسيا، لكن حتي الأن فإن الحصص المتاحة لإعادة طالبي اللجوء الروس محدودة للغاية، وبحسب وزارة الداخلية الفيدرالية، فإن الترحيل يتم بالتعاون مع ” شركاء التعاون ” وهي الدول الثالثة التي تستقبل المرحلين قبل سفرهم لروسيا، ولم تكشف الحكومة عن هذه الدول.
وطبقا لتقرير وزارة الخارجية عن حالة اللجوء، فإن إعادة المجرمين الروس إلي بلدهم يتم عن طريق رحلات طيران مجدولة من دولة ثالثة إلي روسيا، ويتم ذلك بالتنسيق مع موظفي الأمن بشركة الطيران المعنية، وتلك الطريقة تستخدم لترحيل شخص واحد كل مرة، وفي حالة إلغاء العملية تصبح التكلفة مرتفعة.
وتتعامل الحكومة الفيدرالية مع الترحيل إلي روسيا بحذر حيث تعد روسيا من الدول التي تطبق حكم الإعدام، بالإضافة لقيام روسيا بتجنيد المجرمين للحرب علي الجبهة مع أوكرانيا، وهو الأمر الذي تدينه الأمم المتحدة.
كما أظهر تقرير وزارة الخارجية عن اللجوء عن وجود خطورة علي حياة طالبي اللجوء المعارضين لسياسة الدولة الروسية، وطبقا للتقرير فإن ” بالإضافة إلي خطر الإجراءات الجنائية ذات الدوافع السياسية، هناك تهديدات للحياة لمنتقدي الحكومة في الداخل والخارج “.
وكانت وزارة الخارجية قد قالت أن طالبي اللجوء القادمين من روسيا يستخدمون وثائق مزورة أثناء إجراءات اللجوء، وطبقا لوزارة الخارجية ” لقد ارتفع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة عدد أوامر الاستدعاء والأحكام والقرارات المقدمة في إجراءات اللجوء، والتي تبين أنها مزورة “.