تبحث وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر بالتعاون مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، عن طريقة تسمح للاجئين السوريين بزيارة بلدهم والعودة إلي ألمانيا دون أن يفقدوا حق الحماية، وذلك حيث غالبا ما يفقد الأشخاص الحاصلين علي وضع الحماية حق البقاء في حالة زيارتهم لبلدهم الأصلي.
وأشارت فيزر إلي أهمية إتاحة قيام اللاجئين السوريين بزيارة بلدهم لمرة واحدة، وقالت فيزر ” إن ذلك يجعل العودة الطوعية إلى سوريا ممكنة فقط إذا تمكن الناس من الحصول على فكرة عما إذا كانت المنازل لا تزال قائمة، وما إذا كان أفراد الأسرة لا يزالون على قيد الحياة، والذين ربما لم يكن هناك اتصال معهم لفترة طويلة، وما إذا كانوا آمنين حقًا “.
وكانت فيزر قد شككت في الدعوات التي انتشرت لإعادة السوريين إلي بلدهم، وذلك بعد مطالبة حزب البديل من أجل ألمانيا بالعودة السريعة للاجئين السوريين، وهي الدعوات التي لاقت تأييد من العديد من البلاد الأوربية وكذلك الاتحاد الأوربي، وأشارت فيزر إلي عودة السوريين طوعيا بعد استقرار الأوضاع هناك، وذلك بالنسبة للأشخاص اللذين ليس لهم حق الإقامة لعدم التحاقهم بعمل أو التدريب.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية ماكسيميليان كال، فإن الوزارة بصدد إعداد لائحة خاصة تقتصر علي رحلة واحدة فقط، وكانت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك قد دعت إلي السماح للاجئين السوريين بزيارة سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وذلك لمعرفة مدي إمكانية العودة الدائمة لبلدهم.
وطبقا لقانون اللجوء، يفقد اللاجئون وضع الحماية في حالة السفر إلي بلدهم الأصلي، ويسمح للاجئ بالسفر في حالة الضرورة فقط مثل موت أحد أفراد الأسرة أو الإصابة بمرض خطير، وهو ما يعني أن السفر ضرورة أخلاقية.
ويواجه اقتراح وزيرة الداخلية الفيدرالية انتقادات داخلية، حيث وصف يواكيم هيرمان وزير داخلية ولاية بافاريا المقترح بالمغامرة، وأن القرار الخاص بوضع الحماية للاجئين السوريين يجب أن يتخذ من قبل الحكومة الألمانية، وقال هيرمان ” لكن وزير الداخلية والخارجية الاتحادي يعطي الانطباع بأن السوريين يمكنهم بعد ذلك أن يقرروا بأنفسهم ما إذا كانوا لا يزالون يرغبون في العيش في وطنهم أم لا، وهذا من شأنه أن يفتح الباب أمام سوء المعاملة “.
وطبقا للسجل المركزي للأجانب، يعيش في المانيا 975 ألف سوري حتي ديسمبر الماضي بزيادة قدرها 100 ألف شخص عما كان عليه الحال في أكتوبر 2024، ومن ضمن المقيمين السوريين في ألمانيا 10الاف شخص طلب منهم مغادرة البلاد وقد حصل 9 الاف شخص منهم علي التسامح، ويعني ذلك السماح لهم للبقاء لأسباب إنسانية مثل فقد وثائق الهوية أو المرض.
وفي حالة صدور قرار من الحكومة الفيدرالية يتيح للاجئين السوريين السفر، يحق لهم في هذه الحالة القيام برحلة استكشافية إلي سوريا لتفقد منازلهم وزيرة عائلاتهم، وتهدف الحكومة الألمانية من ذلك إلي تسهيل عودة اللاجئين السوريين طوعيا لبلدهم.