من المتوقع أن يصوت في الانتخابات العامة في ألمانيا أكثر من نصف مليون ممن حصلوا علي الجنسية بعد الانتخابات السابقة، حيث بلغت أعداد المهاجرين الذين حصلوا علي الجنسية الألمانية منذ الانتخابات العامة السابقة في 2021. وحتي 2023 أكثر من 500 ألف شخص ثلثهم تقريبا من أصل سوري بحسب مكتب الاحصاء الاتحادي، بالإضافة لأكثر من 250 الف حصلوا علي الجنسية في 2024، بحسب تقديرات الخبراء، والأن يحق لهم التصويت في الانتخابات العامة 2025.
ويأمل المواطنون الجدد في المشاركة في إحداث تغيير في السياسة الألمانية، لكنه يشعرون ببعض القلق من صعود حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمهاجرين، وقد أجرت وكالة (أسوشيتد برس ) تحقيقا إعلاميا حول مشاركة المواطنين الجديد في الانتخابات العامة، وخاصة المواطنين من أصل سوري الذين هربوا من الحرب الأهلية في سوريا.
ويري أغلب من حصلوا علي حق التصويت في الانتخابات أن مشاركتهم مهمة لأن كل صوت يؤثر في النتائج، وفي لقاء مع فاعور شاهنا التي قدمت إلي ألمانيا من إدلب في 2015، أكدت شاهنا أنها سوف تصوت في الانتخابات بعد أن حصلت علي جواز السفر الألماني، وقالت ” قد يظل الآخرون ينظرون إليّ باعتباري أجنبيًة، ولكنني أريد أيضًا أن أنقل أصوات الأجانب، وأظهر أن الجميع ليسوا متماثلين. لا ينبغي أن تنظروا إلينا باعتبارنا أجانب، بل باعتبارنا بشرًا، وينبغي أن تروا ما سنفعله للدولة الألمانية في المستقبل ” كما اشارت شاهنا إلي انها ستصوت ضد حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو ما يتفق معه أغلب المواطنين من أصول مهاجرة والألمان المناهضين للعنصرية والكراهية.
ويتفق أغلب الألمان الجدد علي أهمية المشاركة في التصويت في الانتخابات، كما أكد سيامند العثمان الذي وصل المانيا قادما من سوريا في 2024، والذي يعمل في مجال التسويق الإلكتروني، أنه قد اصبح المانيا هو وزوجته ويقوم بدفع الضرائب ولا يرتكب أي جرائم، ويتمني العثمان أن تؤدي نتائج الانتخابات إلي تحسين الوضع الاقتصادي الألماني، وقال العثمان ” هذه هي أول انتخابات وطنية أخوضها بعد أن أصبحت ألمانيًا. ومن المؤكد أن تأثير زوجتي وأنا على الانتخابات الألمانية له أهمية كبيرة بالنسبة لي، وأننا نقرر أيضًا من يحكمنا “.
وفي ذات السياق، أشارت أساتياني هيرمان التي وصلت ألمانيا قادمة من جورجيا في 2011، وحصلت علي الجنسية في أكتوبر الماضي، إلي ضرورة المشاركة في التصويت وقالت ” لم أشعر قط من قبل بأن الديمقراطية مهددة إلى هذا الحد، وهذا هو الوقت المناسب لي ربما للمساهمة بصوتي في ضمان تصويت الناس لصالح الديمقراطية وعدم الترويج للكراهية والعنصرية، كما يمنحني هذا شعوراً بالثقة في النفس وبأنني مسموح لي بأن أبدي رأيي، وأنا سعيد للغاية لأنني سأحظى بهذه الفرصة هذا العام ” وأعربت أساتياني التي تعمل في مساعدة المراهقين علي الاندماج، عن قلقها من صعود اليمين المتطرف المناهض للهجرة، والذي تفاقم بعد حادث هجوم ماعديبورغ الذي نفذه مهاجر سعودي.
وبحسب (أسوشيتد برس ) يأمل المواطنون الجدد في التأثير علي نتائج الانتخابات من خلال المشاركة الواسعة في التصويت، وكما أشارت سيدرا حنينة التي قدمت من حلب في 2016 إلي أملها في أن توفر الحكومة الجديدة المزيد من الأمن للنساء اللاتي يرتدين الحجاب.
وتأتي أهمية مشاركة الألمان من أصول مهاجرة في انتخابات 2025، من تصدر قضية الهجرة للموضوعات المثارة في الانتخابات، خاصة برنامج حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يطالب بطرد المهاجرين، وكذلك الفصيل الاتحادي الذي يعد ناخبيه في حالة فوزه في الانتخابات بتنفيذ سياسة هجرة صارمة والتوسع في الترحيل.