أعلنت الحكومة البريطانية عن خطتها الجديدة بشأن الهجرة واللجوء، وهي الخطة المعروفة بخطة ( الورقة البيضاء ) والتي تهدف لتنفيذ إجراءات صارمة لتقليل أعداد المهاجرين في المملكة المتحدة، وتقدم الخطة تصور لتغيير شامل لسياسة الهجرة في المملكة، وسوف تبدء الحكومة البريطانية المشاورات حول الخطة قبل نهاية هذا العام.
وتتضمن الخطة إجراءات للحد من منح تأشيرات الدراسة، بحيث تلزم المؤسسات التعليمية والجامعات بمعدل تسجيل بنسبة 95% وإكمال الدورة التعليمية بنسبة 90%، ويهدف ذلك لمنع استغلال تأشيرات الطلاب كوسيلة للتقدم بطلبات لجوء أو العيش والعمل في المملكة دون استكمال الدراسة.
كما ستخفض الحكومة من فترة بقاء الحاصلين علي تأشيرة الدراسة بعد التخرج من عامين إلي ثمانية عشر شهرا للحاصلين علي درجة البكالوريوس وما يعادلها، بالإضافة لفرض ضريبة علي دخل مؤسسات التعليم العالي من الطلاب الاجانب، وكان الهدف من تأشيرة الخريجين التي بدأت في 2021 هو توظيف الخريجين بوظائف علي مستوي الدراسات العليا لدعم الاقتصاد، لكن الاحصاءات تشيرإلي أن 30% فقط من الخريجين يعملون بوظائف مهنية.
كما سترفع الحكومة مستوي العمال المهرة إلي مستوي 6 وما فوقها، وهو ما يعني تقليص المهن المؤهلة بما يقارب 180 مهنة، وسوف تلغي الحكومة خصومات عتبات الراتب، ويعود ذلك إلي الزيادة الكبيرة في تأشيرات العمالة الماهرة والخشية من استغلال العمالة الاجنبية، وسوف تقوم لجنة استشارات الهجرة بمراجعة شاملة لمتطلبات الرواتب، وذلك لضمان عدم استغلال العمال الاجانب بتشغيلهم بأجور غير عادلة.
وبحسب الورقة البيضاء، سيطلب من المهاجرين وعائلاتهم معرفة جيدة باللغة الانجليزية وتقييم تحسن اللغة بمرور الوقت، كما ستنهي الحكومة توظيف العمالة الاجنبية في مجال الرعاية الاجتماعية، وقد سبق واقرت الحكومة بأن نقص العمالة في مجال الرعاية يعود لتدني الاجور وليس لنقص المهارات، والتزمت الحكومة بتمكين العمال واصحاب الاعمال من توقيع اتفاقات عمل عادلة.
وسوف تمدد الحكومة التأشيرات والتحويل الداخلي للمقيمين حتي 2028 كفترة انتقالية، كما سيستمر نظام الهجرة القائم علي النقاط لفترة محدودة، وهو النظام الخاص بالمهن التي تتطلب مهارات دون مستوي الدرجة العلمية، وذلك من خلال وضع قائمة جديدة للنقص المؤقت للمهن التي تتطلب مستوي أقل من 6، باستثناء المهن الاساسية في الصناعة وتوفير البنية التحتية.
وسوف تفرض الحكومة شروط جديدة لهجرة العائلة والمعالين، خاصة معرفة اللغة بدرجة جيدة وقدرة الاسرة المالية علي دعم المهاجرين، وذلك لتحسين الاندماج والحصول علي عمل مناسب، وبالنسبة للاجئين، سوف يسمح للاجئين المعترف بهم من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالحصول علي فرص عمل من خلال برنامج المواهب النازحة.
وصرح رئيس الوزراء كير ستارمر بأن الخطة تمثل بداية عصر جديد، حيث يتخلص الاقتصاد من الاعتماد علي العمالة الاجنبية الرخيصة وتصبح جاذبة لأفضل المواهب في العالم، وأشار ستارمر إلي نظام الهجرة ” المكسور ” يتجاهل رغبة ملايين المواطنين الباحثين عن فرص التدريب والحصول علي وظائف بأجور جيدة، وقال ستارمر ” إذا أراد الناس القدوم إلى بريطانيا لبدء حياة جديدة، فعليهم المساهمة وتعلم لغتنا والاندماج. وإذا أراد أصحاب العمل جلب عمال من الخارج، فعليهم أيضًا الاستثمار في مهارات العمال الموجودين بالفعل في بريطانيا “.
وبحسب بن ويلموت خبير التنمية البشرية في معهد تشارترد، يجب علي الحكومة معالجة مشكلة نقص مهارات العمل بسبب انهيار برامج التدريب المهني، وقال ويلموت ” إن خطط إصلاح النظام يجب أن تسير جنبًا إلى جنب مع استراتيجية طويلة الأجل للقوى العاملة لضمان قدرة أصحاب العمل على العثور على العمال ذوي المهارات التي يحتاجون إليها لدفع الإنتاجية والنمو الاقتصادي”.، ودعي ويلموت إلي إصلاح نظام التعليم والتدريب المهني.