المملكة المتحدة: مخاوف من تفجر الاحتجاجات بسبب انتشار الدعوات لصيد المهاجرين

تسود حالة من الخوف والتوتر من تفجر الاحتجاجات المناهضة للهجرة في المملكة المتحدة، وذلك بعد انتشار دعوات صيد المهاجرين، خاصة بعد كشف تقارير إعلامية عن أدلة علي تزايد مشاركة مواقع الفنادق والمنازل متعددة الإشغال التي تستخدمها وزارة الداخلية في إيواء مهاجرين.

وقد انتشر منشور علي مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن قائمة بأكثر من 200 فندق من المفترض أن تستخدم لإيواء طالبي لجوء، ويدعو المنشور لتنظيم احتجاجات مناهضة للهجرة في كل مدينة وكل قرية، وتضمن المنشور دعوة إلي ” تنظيم لقاءات أسبوعية خارج أقرب فندق للمهاجرين إليك – في نفس اليوم والوقت كل أسبوع ، كما تضمن المنشور موقع يظهر أماكن سكن المهاجرين في كل أنحاء المملكة.

كما انتقد المنشور سياسة وزارة الداخلية التي تخفي أماكن الفنادق والمساكن متعددة الإشغالات المعدة لإيواء طالبي اللجوء، واضاف المنشور ملاحظة بشأن الموقع ” لا ينبغي استخدامها لأغراض إجرامية، وأنا لا أؤيد أو أشجع أي نشاط إجرامي تجاه شاغلي الفندق أو العاملين فيه ، واشار المنشور إلي أن نشر المعلومات يهدف لكشف مخطط الحكومة لدعم المهاجرين غير الشرعيين.

كما نشر السياسي اليميني وعضو حزب الإصلاح لي أندرسون مقطع فديو من فندق بمنطقة كاناري وأرف، وهو الفندق الذي شهد مظاهرة مناهضة للهجرة قبل أيام، وأدعي أندرسون أن الفندق كان مغلقا استعداد لتدفق مهاجرين غير شرعيين، كما نظمت عدة مظاهرات أمام فنادق في ساوثهامبتون وليدز وبورتسموث.

وبحسب مدير مؤسسة ( كل حقوق الإنسان ) التي تساعد طالبي اللجوء في شمال غرب انجلترا، فقد أثار نشر الموقع الالكتروني الذي يتضمن قائمة الفنادق وأماكن سكن المهاجرين حالة من القلق، وقال فاراي ناهكانيسو مدير المؤسسة ” تم تداول هذا الخبر في إحدى مجموعاتنا على تطبيق واتساب الأسبوع الماضي، وكان الناس خائفين ، واضاف ” يشعر الناس وكأن هناك من يراقبهم، وهذا يسبب لهم هذا الشعور بعدم الارتياح، فالناس يخافون من السير في الشوارع لأنهم قد يصبحون هدفًا.

وقد دعي نهاكانيسو إلي عدم استخدام الفنادق لإيواء طالبي اللجوء لأن ذلك يجعلهم هدفا كبيرا للمظاهرات، وقال ” بصراحة، أنا قلق للغاية. إن الأمر لا يتعلق بالأفراد فقط، بل يتعلق بالمجتمع بشكل عام “، كما أشار نهاكانيسو إلي انتشار التعليقات المعادية للمهاجرين علي وسائل التواصل الاجتماعي حتي لو كانت المنشورات تخص موضوعات أخري.

كما تحدثت أنجيلا راينر نائبة رئيس الوزراء عن المخاوف من انتشار الخطاب المعادي للمهاجرين علي التماسك الاجتماعي وتحسين الثقة والتكامل علي المجتمعات في كامل البلاد، وقالت راينر “ إن انعدام الأمن الاقتصادي، والوتيرة السريعة لتراجع الصناعة، والهجرة وتأثيراتها على المجتمعات المحلية والخدمات العامة، والتغير التكنولوجي وكمية الوقت الذي يقضيه الناس بمفردهم عبر الإنترنت، وتراجع الثقة في المؤسسات، لها تأثير عميق على المجتمع “.

كما صرح توم موريسون النائب الليبرالي عن دائرة تشيدل، عن تلقيه ” تدفقا مفاجئا من الاستفسارات ” بشأن مبني كان من المفترض تحويله لمسكن متعدد الإشغالات لطالبي اللجوء، وذلك بعد قيام شخص بوضع ملصقات بشأن المبني في جميع انحاء تشيدل، كما أشار موريسون إلي إجراء تحقيق بشأن انتشار تلك الشائعة التي شوهدت أكثر من 25 الف مرة بعد نشرها علي موقع فيسبوك، وقال ” هذا يُظهر مدى تعمد هذه المعلومات المضللة ومدى الضرر الذي تسببه في جميع أنحاء البلاد، وعلى الرغم من أن عدد الفنادق المستخدمة للمهاجرين وصل إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، فإن اليمين المتطرف يحاول إثارة الكراهية والخوف أينما استطاع “، وأضاف ” في هذه الحالة، استهدفوا مشروع بناء بسيط في جزء هادئ من تشيدل، محاولين إثارة خوف الناس من شيء لم يحدث. للأسف، بعض الناس صدقوا ذلك قبل أن تتضح الحقائق.

وقد تحدثت جوجينا لامينغ عضوة حملة ( الأمل وليس الكراهية ) عن تزايد تكتيك صيد المهاجرين خلال السنوات الماضية، وقالت ” إن هؤلاء الأفراد الذين يصورون خارج أماكن إقامة المهاجرين يلفتون الانتباه إلى هذه المشاهد، مما يؤدي إلى إثارة التوتر وتعريض المجتمعات للخطر”، واضافت ” من الضروري أن نتعلم الدروس من أعمال الشغب التي وقعت العام الماضي – سواء من قبل الحكومة أو من قبل الشرطة “.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية، فإن أولوية الوزارة هي تصفية طلبات اللجوء المتراكمة، وإزالة طالبي اللجوء الفاشلين، وإنهاء استخدام فنادق اللجوء بالكامل بحلول نهاية البرلمان الحالي.

وبحسب أرقام الحكومة، انخفضت اعداد الفنادق المستخدمة لإيواء طالبي اللجوء إلي أقل من 210 مقارنة بأكثر من 4000 فندق في 2023، وأن الفنادق التي تستخدم حاليا تدار بعناية من خلال المراقبة المخصصة، كما تم تسريع معالجة طلبات اللجوء المتراكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *