ألمانيا: مطالبات بوقف الترحيل إلي أفغانستان وانتقادات لترحيل القصر والشباب

أقام مجموعة من النشطاء الأفغان مخيما في ساحة ألكسندر بلاتس ببرلين، للاحتجاج علي عمليات الترحيل إلي افغانستان وعدم اكتمال برنامج القبول الأفغاني للأشخاص المعرضين للخطر، ويأتي ذلك في الذكري الرابعة لوصول حركة طالبان للحكم في أفغانستان.

ويطالب المحتجون بوقف عمليات الترحيل إلي افغانستان، والتي تعتبرها المجموعة بمثابة ” عقوبة إعدام “، خاصة أن حركة طالبان تستهدف الاشخاص الذين سبق وعملوا مع القوات الغربية أو منظمات حقوق الإنسان.

كما يأتي الاحتجاج بعد تأكيد وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندت علي استمرار عمليات الترحيل إلي أفغانستان، كما حذر النشطاء الأفغان من الاعتراف الدبلوماسي بحكومة طالبان والتنسيق معها في عمليات الترحيل، خاصة أن الحركة لا تعترف بحقوق النساء وتضطهد المثليين، كما طالب النشطاء الحكومة الألمانية بسرعة إجلاء الأشخاص المهددين بالخطر وفرض عقوبات علي حركة طالبان.

كما أشار المحتجون إلي عدم تنفيذ برنامج القبول الافغاني كما كان مخطط، حيث كان من المخطط أن تستقبل المانيا ألف شخص من المعرضين للخطر كل شهر، لكن ألمانيا لم تستقبل فعليا سوي اعداد قليلة من الأشخاص المهددين من حركة طالبان بسبب عملهم مع الجيش الالماني أو منظمات حقوق الإنسان.

وفي نفس السياق، انتقد حزب اليسار الاستمرار في ترحيل الشباب والقصر، حيث بلغت نسبة الأطفال والشباب المرحلين خلال العام الماضي 11.5% بحسب رد وزارة الداخلية الاتحادية علي تحقيق برلماني اجراه نواب يساريين، حيث بلغت أعداد القصر المرحلين 2.316 من مجمل عدد المرحلين العام الماضي البالغ 20.084، وفي النصف الأول من العام الحالي، قامت ألمانيا بترحيل 1.345 طفلا من إجمالي 11.807 شخصا تم ترحيلهم.

وكان البرلمان السابق المكون من ائتلاف احزاب الخضر والاشتراكي الديمقراطي والديمقراطي الحر، قد قرر في 2024، تشديد قواعد الترحيل وتحميل الولايات مسؤولية تنفيذ إجراءات الترحيل، لكن الاتلاف الحاكم الجديد أقر التوسع في عمليات الترحيل، حيث قامت السلطات بتنفيذ 11.800 عملية ترحيل في النصف الأول من العام الحالي بزيادة قدرها 2.300 عملية ترحيل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقد سأل نواب اليسار في البوندستاغ عن عدد الشباب المرحلين الذين كانوا يعملون في وظائف تخضع لمساهمات التأمين الاجتماعي، لكن وزارة الداخلية الاتحادية قالت أنها لا تملك أي معلومات بهذا الشأن.

وقد صرح النائب اليساري ديتمار بارتش، بأن ترحيل الشباب المهنيون يضر بالتكامل مستقبلا، وقال بارتش ” إن ترحيل المزيد من الأطفال من ألمانيا لا يحل المشكلة، بل هو مشكلة بحد ذاته! لا ينبغي أن يكون التهاون أسلوبًا سياسيًا أو هدفًا سياسيًا لبلدنا “، وأضاف ” أن الأطفال ينتمون إلى المدرسة، وليس إلى طائرات الترحيل “.

ولم تقدم وزارة الداخلية الاتحادية أي معلومات بشأن الفئات العمرية المتضررة من الترحيل، أو عدد الأطفال الذين تم ترحيلهم قسريا مع أسرهم، وبحسب احصاءات المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء، تبلغ نسبة طالبي اللجوء القصر والشباب الأقل من 30 عاما في العام الحالي 43%، كما أن متوسط أعمار طالبي اللجوء اقل كثيرا من متوسط أعمار الألمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *