نقل عشرات الأفغان العالقين في باكستان إلي ألمانيا تنفيذا لأمر محكمة برلين

نقلت طائرة ألمانية عشر عائلات أفغانية من طالبي اللجوء العالقين في باكستان إلي ألمانيا، وقد وصلت الطائرة التي تقل ما يقارب 50 شخصا من بينهم 20 قاصر إلي مطار هانوفر، وهي المرة الأولي التي تستقبل فيها المانيا طالبي لجوء أفغان من الحاصلين علي وعد بقبول اللجوء منذ تشكيل الحكومة الحالية، ويتبقى في باكستان ما يقارب 2100 أفغاني في انتظار الانتقال إلي ألمانيا بحسب وزارة الخارجية الألمانية.

وقد صرح وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول، بأن أوضاع الأفغان العالقين في باكستان ” بالغة الصعوبة، وقال الوزير ” كائتلاف، اتفقنا بوضوح على إنهاء برامج القبول الطوعي، ونحن ملتزمون بذلك. لكننا ملتزمون أيضًا بالحفاظ على التزامات القبول الملزمة قانونًا وتنفيذها، ونحترم ذلك “.

وقد نجحت الحكومة الألمانية في التوصل لاتفاق مع حكومة باكستان لتمديد مهلة بقاء الأفغان لنهاية العام، وجاء ذلك حتي تتمكن السلطات الألمانية من إتمام الإجراءات القانونية لمنح التأشيرات، وخاصة إجراء الفحص الأمني الذي يتمسك به وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندنت، كما تبحث وزارة الخارجية مدي الالزام القانوني لوعد القبول الممنوح للأفغان من الفئات المعرضة للخطر.

وكان عدد من الافغان العالقين في باكستان ضمن برنامج القبول الأفغاني، قد حصلوا علي أوامر قضائية تلزم وزارة الخارجية بمنحهم تأشيرات دخول ألمانيا، وهو ما شجع عشرات الافغان لرفع قضايا مماثلة، كما هددت محكمة برلين بفرض غرامات مالية تصل إلي 10 الاف يورو علي وزارة الخارجية في حالة عدم تنفيذ الأمر القضائي بإصدار التأشيرات.

وقد تسارعت الاحداث بعد بدء الحكومة الباكستانية في ترحيل الافغان إلي بلدهم الأصلي، حيث قامت بالفعل بترحيل 2000 شخص حاصلين علي وعد بالقبول في ألمانيا إلي أفغانستان، وهو الأمر الذي شكل خطرا كبيرا علي مئات الافغان من الفئات التي سبق وعملت مع الجيش الألماني، خاصة المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والموظفين المحليين.

وما زاد الأوضاع تعقيدا، صدور قرار الحكومة الاتحادية بتعليق برامج قبول اللاجئين ومن ضمنها برنامج القبول الأفغاني، وهو القرار المتفق عليه بوثيقة الائتلاف الحاكم الجديد ( الاسود والأحمر )، لكن محكمة برلين الإدارية رأت أن ألمانيا ملتزمة بتنفيذ وعدها بقبول الافغان من الفئات الضعيفة.

وقد رحب أميد نوريبور نائب رئيس البرلمان الاتحادي ( البوندستاغ ) باستقبال الافغان في ألمانيا، وقال نوريبور الذي يمثل حزب الخضر ” نحن لا نتحدث عن أي شخص يرغب في القدوم إلى ألمانيا، بل عن أشخاص خاطروا بحياتهم لمساعدة الجيش الألماني، على سبيل المثال، في أفغانستان. وفي المقابل، حصلوا على وعد بالحماية”، وأشار نوريبور إلي صعوبة استقبال كل طالبي اللجوء الأفغان لكن يجب علي ألمانيا الوفاء بوعدها بتقديم الحماية، واضاف ” الأمر لا يقتصر على سيادة القانون، ولا على سياسة الهجرة فحسب، بل يتعلق بمصداقية ألمانيا في العالم “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *