وكانت وزيرة الخارجية الاتحادية قد اعلنت خطتها، والتي ترتكز علي إعادة اللاجئين السوريين مع السماح ببقاء الاشخاص المندمجين الذين يعملون ويتعلمون اللغة الألمانية وليدهم سكن مستقر، وهي الخطة التي اثارت القلق بين اللاجئين السوريين البالغ عددهم أكثر من 700 ألف، أما السوريين الذين حصلوا علي الجنسية الألمانية فقد بلغت نحو 260 الف شخص.
وقد خذر كبير المحللين السياسيين في مركز السياسة الأوربية ألبرتو هورست نيدهاردت، من أن التكلفة الباهظة للإجراءات التي أعلنتها ألمانيا سوف تؤدي لفشلها، وقال نيدهاردت ” أن متابعة هذا القرار وإجراء مراجعات للوضع سيكون مكلفًا للغاية، لأنه يجب أن يتم على أساس فردي “.
كما حذر نيدهاردت من الدعوات الإعادة القسرية للاجئين السوريين، خاصة بعد أن قدمت النمسا للاتحاد الأوربي برنامج مخطط للطرد والإعادة إلي سوريا، واشار نيدهاردت إلي التعقيدات القانونية لمسألة الإعادة القسرية، وذلك حيث يتطلب القانون الأوربي تقييم كل حالة علي حدة، كما يقتضي القانون الأوربي رصد كل عملية إعادة وعودة، وقال نيدهاردت ” يجب تعزيز حماية حقوق الإنسان، من خلال وضع آليات لتحديد الانتهاكات المحتملة للحقوق “.
وكان ماجنوس برونر مفوض الشؤون الداخلية والهجرة، قد قال في اجتماع مجلس العدل والشؤون الداخلية الذي عقد الشهر الماضي ” أن العودة القسرية للاجئين السوريين غير ممكنة في الوقت الحالي ” وبحسب موقع (Euractiv) اشار المتحدث باسم المفوضية الأوربية إلي أن العودة قد تكون ممكنة ” شريطة أن تكون طوعية وأمنة وكريمة “.
وقد صرحت فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوربية لتركيا خلال زيارتها تركيا، بأن الاتحاد الأوربي يعمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين علي ضمان استيفاء شروط الإعادة الطوعية، وبحسب المتحدث باسم المفوضية، سوف تستمر في التعاون النشط مع وكالة الأمم المتحدة لمراقبة التطورات.
وبحسب جان نيكولا بوز ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يجب أن ينصب التركيز علي الجانب الحقوقي وتوفير الخدمات الأساسية، وقال ” نحن بحاجة إلى ضمان حصول الناس على الخدمات الأساسية الكافية والتعليم والمياه الصالحة للشرب والكهرباء، وأن يضمن النظام الجديد الحريات والحقوق لكل مجموعة أو أقلية “.
ويجب علي ألمانيا قبل إلغاء تصاريح الإقامة المؤقتة للسوريين وتنفيذ إجراءات الإعادة، أن تعلن وزارة الخارجية الألمانية أن سوريا بلدا أمنا مستقرا، وهو الأمر الذي قد يستغرق وقتا طويلا، ورغم ذلك يشعر السوريين المقيمين في ألمانيا بالقلق، وبحسب المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، فإن 94% من السوريين لا يريدون العودة إلي سوريا.
وبحسب صحيفة ( الشرق الأوسط ) يعد عدم الاستقرار الاقتصادي في سوريا عامل رئيسي في رغبة السوريين في البقاء في ألمانيا، كما أن الكثير من الاسر السورية الحقت أبنائها بالمدارس ونسوا اللغة العربية بعد أن عاشوا سنوات في ألمانيا.