طرق جديدة للهجرة السرية من المغرب إلى أسبانيا

شيئاً فشيئاً بدأت “بؤرة” الهجرة غير النظامية تتحول من شمال المغرب إلى جنوبه، بسبب تشديد الحراسة الأمنية في الشمال، وبعد أن كانت الهجرة السرية، تتم عبر القوارب التي تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط في شمال المغرب لبلوغ السواحل الإسبانية، تحولت وجهة “المهاجرين السريين” نحو المناطق الجنوبية من البلاد لتجريب قوارب الهجرة صوب جزر الكناري التابعة لإسبانيا.

وشهدت سواحل جزر الكناري الإسبانية توافد أكثر من 330 مهاجرا بين يومي السبت والإثنين، 10 و12 حزيران/يونيو الجاري، من بينهم نساء وأطفال، ينحدر معظمهم من المغرب، حسب مهاجر نيوز.

وانقذت السلطات الاسبانية قوارب المهاجرين في البحر واقتادتهم الى اقرب نقطة حيث تلقوا الإسعافات الأولية.

وكانت القوارب تحمل مهاجرين من شمال افريقيا ومن افريقيا جنوب الصحراء.

وبمجرد إنقاذهم، يقضي المهاجرون عموما فترة قصيرة في مراكز الاستقبال الأولى في الأرخبيل. وبعد بضعة أيام، يتم نقلهم بالطائرة إلى البر الإسباني الرئيسي.

وندد مجلس أوروبا يوم الاثنين 12 حزيران/يونيو “بأوجه القصور في معاملة المهاجرين الذين يصلون إلى جزر الكناري، وجيبي سبتة ومليلية، لا سيما فيما يتعلق بالحصول على المساعدة القانونية لضحايا الاتجار”.

وأعرب فريق الخبراء المعني بمكافحة الاتجار بالبشر التابع لمجلس أوروبا، عن أسفه في تقريره التقييمي بشأن إسبانيا، وذلك إزاء “عدم اتخاذ السلطات تدابير لحل هذا الوضع”.

وأشار الفريق الذي زار إسبانيا في الفترة من 4 إلى 8 تموز/يوليو 2022، إلى استنتاجات مفادها أن المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري في عام 2020 لم يتمكنوا، لعدة أشهر، من الوصول إلى محام، حيث مُنع المحامون من الوصول إلى مراكز الاستقبال. حتى بعد منحهم الإذن بالدخول، قال فريق الخبراء إنه “لا توجد مساحة كافية (للمحامين) للتعامل بشكل فردي مع المهاجرين”، بالإضافة إلى “نقص المترجمين الفوريين”.

كما أشار التقرير إلى نقص المعلومات المقدمة للقصر القادمين إلى الأرخبيل وجيبي مليلية وسبتة. وجاء في التقرير أن “الجهود المبذولة لمكافحة الاتجار بالأطفال وتحديد الضحايا غير كافية”. ولذلك حث الفريق “السلطات على تحسين إجراءات تحديد الهوية، ولا سيما بالنسبة للقصر غير المصحوبين بذويهم، وزيادة أماكن الإقامة الآمنة لهم”.

وهذا العام، انخفضت أعداد المهاجرين الوافدين عن طريق البحر إلى إسبانيا بنحو 27% في جزر الكناري على وجه الخصوص، انخفضت عمليات إنزال المهاجرين هذه إلى النصف، فبين 1 كانون الثاني/يناير و31 أيار/مايو، وصل 4,406 أشخاص إلى الأرخبيل، مقارنة بـ8,268 شخصاً خلال نفس الفترة من العام الماضي.

لكن وعلى الرغم من انخفاض أعداد الوافدين، لا يزال طريق جزر الكناري يعتبر من أخطر طرق الهجرة في العالم. وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فقد 1500 شخص حياتهم في هذه المنطقة من المحيط الأطلسي منذ عام 2021، فيما سجلت جمعية “كاميناندو فرونتيراس” 1,784 حالة وفاة في عام 2022 وحده.

ويرى مراقبون أن ارتفاع عدد محاولات الهجرة نحو جزر الكناري القريبة من السواحل المغربية الجنوبية وتزايد عدد الضحايا مؤشر واضح على فشل التدبير العالمي لقضايا الهجرة غير النظامية، وفشل السياسة الأوروبية القائمة على “أمننة الهجرة” وتحميل مسؤولية إدارة الحدود إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *