وجهت الكنائس الالمانية نقدا حادا للحزب الديمقراطي المسيحي بسبب اللاجئين، وجاءت الانتقادات من ممثلي اللاجئين بالكنائس خاصة الكنيستين الرئيسيتين في المانيا، بعد إعلان الحزب عن رغبته في تضمين برنامجه الاساسي لسياسة حل الدولة الثالثة، والذي يعني ترحيل طالبي اللجوء إلي دولة ثالثة في إفريقيا، وهي السياسة التي بدأت بريطانيا العظمي تطبيقها بالفعل مع دولة رواندا.
وقد انتقد ممثلي اللاجئين في الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية سياسة الحزب تجاه اللاجئين، ووصفتها بانفصال الحزب عن تراثه الإنساني والمسيحي في حماية اللاجئين، وطبقا لممثلي الكنائس، فلا يحق لأي شخص يسترشد بالنظرة المسيحية للإنسانية أن يلغي الوصول الفردي إلي حماية اللاجئين في أوروبا، وقد كتب ستيفان هيسه رئيس اساقفة هامبورغ الكاثوليكي وكرستيان ستبلين الأسقف البروتستانتي في برلين مقال جاء فيه ” الله يقابلنا في أولئك الذين يحتاجون غلي الحماية في هذا العالم، ولهذا يحرم علينا الكشف عن حقوقهم “.
وجاء مقال رجال الدين بعد الكشف عن رغبة الحزب الديمقراطي المسيحي، عن تضمين برنامجه الاساسي في مؤتمر الحزب لسياسة ترحيل اللاجئين لدولة ثالثة لتصبح سياسة دائمة للحزب، وتعد سياسة الدولة الثالثة من أكثر الإجراءات التي تواجه اعتراضات شديدة في أوروبا، خاصة من منظمات حقوق الإنسان واليسار والخضر، وقد شهدت عملية الترحيل الأولي من بريطانيا احتجاجات كبيرة من معارضي الترحيل.
ويري ممثلي الكنيستين هيسه وستبلين، أن فكرة الترحيل لدولة ثالثة ” تتعارض بشكل صارخ مع التوجه نحو القيم المسيحية ” وأن هذا الإجراء يعني ” السير في الطريق الخاطئ أخلاقيا وقانونيا ” ويجب علي المسئولين تحمل المسؤولية السياسية ومعالجة قضية اللاجئين بحلول ملموسة.
وطبقا للكنائس الالمانية، فإن الدعوات المستمرة لمعالجة قضية الهجرة عن طريق مصادر خارجية لن تجعل الأوضاع افضل، وأن الأشخاص الوحيدون الذين يستفيدون من ذلك هم القوي المتطرفة في ألمانيا، وأن الاتحاد الأوربي وألمانيا سوف تتخليا عن مسؤولية حماية اللاجئين، وسوف تضعف اتفاقية جنيف للاجئين، كما سيتم إلغاء الحق الفردي في اللجوء المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الاساسي، لأن ألمانيا سوف تتخلي عمليا عن تقييم مدي الحاجة للحماية.