تتابع النيابة الهولندية العامة قضية كراهية ضد إدوين فاخينسفيلد البالغ من العمر 54 عامًا من جماعة بيغيدا المناهضة للإسلام الذي مزق مصحفًا أمام الكاميرا بالقرب من مبنى البرلمان في لاهاي قبل أن يدوسه برجليه، حسبما نشر موقع بريطانيا بالعربي الالكتروني.
وستقوم الشرطة الهولندية باستجواب المشتبه به في المستقبل القريب.
وأثناء تمزيق القرآن على الملأ في لاهاي في 22 يناير الماضي، قال واخنسفيلد: “القرآن كتاب فاشي. وسيئ مثل كفاحي “كتاب هتلر المشهور”. أنصاره ومؤيدوه يتبعون نفس أيديولوجية هتلر”.
وأتت هذه الواقعة في لاهاي غداة إحراق متطرّف آخر مناهض للإسلام مصحفاً خلال تظاهرة نظّمها أمام السفارة التركية في ستوكهولم احتجاجاً على موقف أنقرة من عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
وأثار إحراق المصحف في ستوكهولم غضب تركيا التي قال رئيسها رجب طيب اردوغان إنه لم يعد بإمكان السويد المرشحة لعضوية حلف شمال الأطلسي، الاعتماد على “دعم” بلاده بعد هذه الحادثة.
وترمز بيغيدا الى عبارة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب. ويقول مؤيدو الحركة إنه ينبغي على الشعب ان “يستفيق” للخطر الذي يمثله المتطرفون الاسلاميون.
وقالت النيابة الهولندية العامة في بيان لها: “تعتبر النيابة العامة هذا البيان إهانة للمجتمع المسلم. يُعاقب على الإهانة الجماعية بموجب المادة 137 ج من قانون العقوبات الهولندي. وينص على أن إهانة مجموعة من الناس عمدًا بسبب دينهم أو معتقدهم يعد جريمة”.
وشددت النيابة العامة على أن تمزيق القرآن ليس جريمة في حد ذاته في هولندا: “يعتبر هذا السلوك بمثابة انتقاد للإيمان وليس عملاً إجرامياً. وفي حين أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تؤدي إلى مشاعر السخط والأذى بين المجتمع المسلم، إلا أن هذا ليس مقياسًا للمسؤولية الجنائية”.
وبيغيدا هي حركة سياسية متطرفة نشأت في ألمانيا، عام 2014 في مدينة درسدن. ومنذ 19 ديسمبر عام 2014 تم تسجيل هذه المجموعة كجمعية تحت مسمى بيغيدا ومن ألمانيا انتقلت إلى عدة دول أوروبية من بينها هولندا.
وعلى نطاق واسع، أثارت هذه الإساءة ضجة في العالم الإسلامي، واستقطبت ردودا عربية وإسلامية ودولية منددة، كما خرجت مظاهرات في عدد من الدول الإسلامية للتنديد بما حدث.
ويغذي الإسلاموفوبيا صعود اليمين المتطرف للحكم في مختلف الدول الأوروبية، على غرار إيطاليا التي فازت فيها وريثة الموسولونية وزعيمة حزب إخوة إيطاليا جورجيا ميلوني والسويد التي فاز فيها الحزب المناهض للهجرة.
كان العالم قد أحيا للمرة الأولى يوم الخامس عشر من مارس الماضي، أول يوم عالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، بعد أن أقرته الأمم المتحدة قبل عام، ليكون يوما يهدف إلى زيادة الوعي بتلك الظاهرة، التي باتت متنامية بصورة كبيرة خلال الأعوام الماضية، خاصة في المجتمعات الغربية، وساهمت عدة عوامل في زيادتها وتأجيجها.
ووفقا لموقع الأمم المتحدة، فإن تقريرا صدر مؤخرا عن المقرر الخاص للأمم المتحدة، المعني بحرية الدين أو المعتقد، أشار إلى أن الشك والتمييز والكراهية الصريحة تجاه المسلمين وصلت إلى أبعاد وبائية.