ألمانيا: غضب في برلين بسبب قرار الحكومة تخصيص مجمع فندقي لإقامة 1200 مهاجرا

قررت الحكومة الاتحادية تسكين 1200 مهاجرا في فندق برلين سيتي إيست السابق في برلين، وسوف يتم نقل الدفعة الأولي من المهاجرين البالغة 740 مهاجرا خلال الأيام القادمة، بالإضافة لإقامة مساكن جديدة للاجئين عبارة عن ثلاث مباني شاهقة في برلين-ليشتنبرغ لتخفيف الضغط علي مركز استقبال مطار تيجيل السابق، وهي القرارات التي أثارت غضب السكان المحليين.

وقد نظم عضو البرلمان عن الولاية دينيس هاوستين الذي ينتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، مؤتمرا إعلاميا بمقر الفندق حيث شهد المؤتمر اعتراضات صاخبة من السكان المحليين الذين احتشدوا بالقاعة، وبحسب صحيفة ( برلينر تسايتونج ) فقد شهد المؤتمر مقاطعات من الحضور وصفير، كما غادر العديد من الحاضرين قاعة المؤتمر غاضبين.

وقد طرح السكان المحليين الكثير من الأسئلة الغاضبة عن كيفية تنفيذ قرارات الحكومة في ظل الزحام الشديد في المدينة، وهو الزحام الذي يؤثر علي محلات السوبر ماركت وعدم كفاية الملاعب، كما تسال البعض عن كيفية الحصول علي الرعاية الطبية، وقد نال هاوستين تصفيق حاد علي تعليقة الساخر علي تلك القرارات بقوله ” من المهم للغاية استيعاب المزيد من الأشخاص في المنطقة سواء كانوا لاجئين أم لا، ويرجع ذلك إلي عدم وجود محلات السوبر ماركت وعدم كفاية الرعاية الصحية “.

كما عبر مارتن شيفر عمدة المنطقة عن غضبه الشديد لأن الحكومة لم تساله عن إقامة تلك المساكن، وذلك حيث من المفترض أن ولاية برلين هي التي تقرر، وقال شيفر أنه ” يشعر بالغضب الشديد ” لأن الأمر لا يتوقف علي إقامة المباني الثلاث فقط، حيث قررت الحكومة إقامة أربعة مواقع حاويات من الستة عشر منطقة المخطط لها في ليشتنبرغ.

وقد عبر السكان المحليين عن غضبهم بسبب تجاهل الحكومة لهم عند اتخاذ تلك القرارات التي تؤثر عليهم، وبحسب صحيفة ( طاز ) فقد قالت سيدة متقاعدة من السكان إنها ” تشعر بالتجاهل مثل معظم السكان. لم نعرف عن مكان الإقامة إلا من خلال الصحافة ” ومما يثير قلق السكان المحليين. ضعف البنية التحتية للمدينة خاصة المدارس التي تعاني من نقص كبير في المعلمين.

وتسأل عدد من السكان عن مصير المركز الطبي الموجود مجمع الفنادق، وقد أكدت كاترين جوكش المستشارة الاجتماعية للمدينة. أن الأطباء سيبقون بالمركز، كما ستقوم الحكومة بإقامة مدرسة جديدة وملعب ومنطقة رياضية حول الفندق القديم.

وقد استأجرت الحكومة الفيدرالية الفندق القديم لمدة عشر سنوات بمقابل 143 مليون يورو، وقد صرح المتحدث باسم الجيش، بأن إقامة المساكن الجديدة للاجئين يعد تدخل هائل في الحي، وطالب بضرورة التفاهم حول دار اللجوء، وذلك بسبب معاناة مركز استقبال اللاجئين في تيجيل من الازدحام الشديد، حيث يضطر 15 شخص للإقامة في مساحة أقل من 2 متر مربع، ومن المفترض أن تخصص المساكن الجديدة لللاجئين الذين يعيشون في مساحات ضيقة.

لكن المتحدث باسم الجيش رفض بشكل قاطع الإقامة الفاخرة للاجئين، وقال أنه سيتم إزالة الأسرة الكبيرة من غرف الفندق ووضع أسرة صغيرة متعددة الطوابق، فالحكومة لا تبني شققا فاخرة للاجئين ولا تعطي أي شيء لأي شخص.

وعلي الجانب الأخر، قالت لارا شميدجال التي تعمل في مشروع ( العيش معا في الحي ) أن النقاش مع السكن سوف يوضح أن المشكلات التي تعاني منها المنطقة ليست بسبب اللاجئين، وأن تلك المشكلات ذات طبيعة اجتماعية.

أما سينا براس الذي يعمل بمشروع ( حي برلين ) فقال ” إن المزاج يتغير واللاجئون يتحدثون عن المزيد من العداء المفتوح مرة أخري، وبالتالي فإن الحاجة إلي عروض الدعم للاجئين تتزايد ” كما أشار سينا إلي حاجة المدينة لموارد كافية لمواجهة العنصرية واليمين المتطرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *