بعد انهيار حكومة إشارات المرور والإعلان رسميا عن انتخابات مبكرة في فبراير 2025، أصبحت دورات الاندماج للاجئين والمهاجرين مهددة بالتوقف، كما يتوقع توقف برنامج القبول في أفغانستان بالكامل، فطبقا للقانون الألماني، فإن انهيار الحكومة الفيدرالية يعني توقف العمل بخطط الميزانية وبدء عمل إدارة الموازنة المؤقتة.
وفي حالة تنفيذ الموازنة المؤقتة، تستمر الحكومة في عملها ويمكنها الاستمرار في دفع المخصصات المالية ولكن في حدود معينة تختلف عن تنفيذ الميزانية المقرة من البوندستاغ، وذلك حيث لا يجوز للحكومة إلا تمويل المؤسسات القائمة التي يقرها القانون، ويمكن في هذه الحالة قطع الأموال المخصصة لدورات الاندماج وبرنامج الاستقبال الفيدرالي لنشطاء حقوق الإنسان الأفغانيين.
وخلال المرحلة الحالية وحتي إجراء الانتخابات القادمة يظل وضع الميزانية ضبابيا إلي حد كبير، ومن غير المعروف ما إذا كانت إدارة الميزانية المؤقتة سوف تعمل بميزانية 2024، أم سترتكز علي مشروع ميزانية 2025، ويمثل هذا الوضع خطرا علي استمرار دورات الاندماج التي تقوم بتعليم المهاجرين واللاجئين اللغة الألمانية وتعرفهم بالمجتمع الألماني لتسهيل اندماجهم.
وكانت الحكومة الاتحادية عند نقاش المسودة الأولي لميزانية 2025، قد خفضت مخصصات دورات الاندماج بنسبة 50%، حيث كانت مليار يورو في ميزانية 2024، لكن وزيرة الداخلية نانسي فيزر قررت تخفضها إلي 500 مليون فقط، وبسبب المشكلات التي مرت بها الحكومة لم يتم إعادة التفاوض علي هذا المبلغ، وبالتالي أصبحت النسخة الأولي هي اساس تخطيط الميزانية مما يعني خفض المخصص لدورات الاندماج في 2025.
وبحسب جمعية تعليم الكبار، فأن مبلغ 500 مليون يورو لا يكفي لإكمال الدورات التدريبية التي نفذت بالفعل هذا العام، وقالت ساشا ريكس ممثلة الجمعية ” لذلك يجب إلغاؤها في جميع المجالات، ونتيجة لذلك. سيتعين أيضا إلغاء العديد من دورات اللغة المهنية، وهذا يدمر الاندماج في ألمانيا “.
وحذرت ريكس من احتمال حرمان 180.000 لاجئ من دورات الاندماج، ويعني ذلك عدم تمكنهم من تعلم المهارات اللغوية الضرورية لبدء حياة مهنية، وأشارت ريكس إلي أن اللاجئون ينتظرون فترة طويلة تصل إلي ستة أشهر للحصول علي الدورة التدريبية، وفي حالة تنفيذ ميزانية 2025، فقد تصل مدة الانتظار إلي 18 شهر.
وبعد انتخاب الحكومة الجديدة في وقيامها سريعا بإعداد ميزانية جديدة لعام 2025، فإن التخفيضات المؤقتة التي ستقوم بها إدارة الميزانية المؤقتة سوف تتسبب في ضرر دائم للاجئين، وبحسب ريكس، فإن مراكز تعليم الكبار وحدها لن تتمكن من مساعدة أكثر من 10 الاف من العمال المهرة الاجانب علي الحصول علي عقود عمل جديدة بعد انتهاء الدورات الحالية، مما يضطرهم لإعادة التوجه لمستوي مهني مختلف، وقالت ريكس ” ستؤدي هذه الهجرة إلي الإضرار الدائم بنظام تعلم اللغة الألمانية الفعال والمعترف به دوليا للمهاجرين في ألمانيا”.
وبخصوص برنامج القبول للأفغان، فقد سبق وقطعت وزيرة الداخلية تمويل البرنامج في ميزانية 2025، وذلك حيث كانت خطط وزارة الداخلية تهدف لتأخير عمليات إجلاء نشطاء حقوق الإنسان الأفغان وكذلك الاشخاص المعرضين للخطر من حكومة طالبان.