أدي تفاقم الأوضاع الأمنية في باكستان مؤخرا إلي انتشار الخوف بين اللاجئين الافغان في ألمانيا، وذلك بسبب البطء الشديد في تنفيذ برنامج القبول الفيدرالي الالماني ووجود أكثر من ثلاثة الاف طالب لجوء عالقين في باكستان في انتظار الحصول علي تأشيرة دخول ألمانيا.
وكانت الحكومة الالمانية قد اعتمدت برنامج القبول الفيدرالي لجلب طالبي اللجوء من الفئات الضعيفة من افغانستان بعد وصول طالبان للسلطة، وبشكل خاص نقل العاملات والعاملين الافغان الذين عملوا مع الجيش الألماني او المنظمات الألمانية الأخرى، وقد نقلت المانيا بالفعل 860 شخصا إلي ألمانيا منذ بدء تنفيذ البرنامج منذ ثلاث سنوات، لكن الكثيرين من طالبي اللجوء الافغان مازالوا عالقين في باكستان.
وقد أشتكي المتضررين الأفغان من طول الإجراءات وعدم تمكن بعضهم من حتي من العودة لأفغانستان، وبحسب صحيفة ) tagesschau) والتي ألتقت بأحد الشباب الافغان الذي تم نقله جوا إلي المانيا منذ ثلاث سنوات، فإن الخوف من القتل علي يد طالبان يسيطر علي طالبي اللجوء، وقال الشاب ” سأقتل في افغانستان “.
كما تحدث الشاب عن أخته العالقة في باكستان في انتظار إنهاء إجراءات اللجوء إلي المانيا منذ تسعة اشهر، وقال ” أختي خائفة للغاية. إذا تم ترحيلها إلي افغانستان، فسيكون جواز سفرها ووثائقها في السفارة الألمانية في باكستان، وستخسر كل شيء ” وكانت أخته تعمل كمدعية عامة في الجيش الافغاني قبل وصول طالبان للسلطة.
وكانت الحكومة الألمانية تخطط لاستقبال 1000 شخص من أفغانستان كل شهر منذ بدء برنامج القبول الفيدرالي نهاية 2022، وطبقا للبرنامج. يحق للأفغان المعرضين للخطر طلب اللجوء إلي ألمانيا، وخاصة الأشخاص الذين عملوا مع الجيش الألماني أو منظمات حقوق الإنسان أو منظمات حقوق المرأة، لكن لم تستقبل المانيا سوي 860 شخص فقط بحسب أرقام وزارة الخارجية.
وقد ساءت أوضاع طالبي اللجوء العالقين في باكستان بعد تفاقم الأوضاع الأمنية هناك، وذلك حيث تشهد باكستان اضطرابات سياسية وأمنية شديدة مما دعي السفارة الالمانية لإرسال رسالة إلي طالبي اللجوء بعدم الخروج للشوارع وغلق أبواب المنازل، ويخشي الكثير من طالبي اللجوء الافغان من قيام السلطات في باكستان بالقبض عليهم وترحيلهم إلي أفغانستان، وفي هذه الحالة يكونوا عرضه لمخاطر كبيرة خاصة بالنسبة للنساء حيث يتعرضن للتعذيب والإجبار علي الزواج.
وبسبب تلك سوف تعقد اللجنة الفرعية في البوندستاغ هذا الاسبوع مقابلة مع وزير الخارجية الفيدرالي السابق هايكو ماس، وذلك حيث لم تسمح الوزارة تحت قيادته للموظفين المحليين الافغان بالوصول إلي ألمانيا، وبحسب الجندي السابق ساشا رختر من شبكة رعاية العمال المحليين، فإن اللجنة سوف تقوم بتطوير التدابير لجلب طالبي اللجوء من الموظفين المحليين بشكل اسرع، واتهم رختر الحكومة الألمانية بعدم تنفيذ التزامها تجاه الموظفين المحليين الافغان خاصة الفئات الضعيفة مثل النساء.
ويطالب العديد من الجنود الألمان الذين عملوا في افغانستان بالحد من الإجراءات البيروقراطية بالنسبة للأفغان، وقد انخرط العديد من الجنود السابقين في دعم طالبي اللجوء الافغان، وكونوا ( رابطة شبكة الرعاية ) ويري ريختر أن الحكومة وضعت الكثير من العقبات أمام الافغان حيث أصبح من الصعب حصولهم علي التأشيرة، وقد اصبح وضعهم سواء في افغانستان أو باكستان مأسويا للغاية.
وبحسب وزارة الداخلية الاتحادية، فقد حاولت الوزارة تسريع الإجراءات، وقامت بتعيين موظفين جدد، لكن إجراءات السلامة لها الأولوية، والظروف المعقدة في الموقع تحد من سرعة تنفيذ الإجراءات.