قررت الحكومة الفيدرالية تمديد الرقابة الحدودية لمدة ستة أشهر أخري، وجاء قرار الحكومة قبل شهر من انتهاء المدة السابقة، وبحسب المستشار الألماني أولف شولتز، تهدف الحكومة من تمديد الرقابة الحدودية المشددة إلي منع دخول المهاجرين غير النظامين عبر الحدود، وقال شولتز ” أمرنا اليوم بفرض ضوابط مؤقتة علي جميع الحدود الألمانية مرة أخري لمدة ستة أشهر وأخطرنا المفوضية الأوربية “.
وأشار المستشار الألماني إلي أن الأرقام تثبت أن الرقابة الحدودية فاعلة في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وقال شولتز ” من خلال ضبط الحدود، فإننا ندفع الهجرة غير النظامية إلى الوراء بشكل فعال، والأرقام تثبت ذلك”.
وهو ما أكدته وزيرة الداخلية الفدرالية نانسي فايزر، وأشارت إلي أهمية الرقابة الحدودية في مكافحة عصابات تهريب المهاجرين، وقالت فايزر ” نحن نعمل على وقف مهربي البشر الذين يحولون البشر إلى سلع ويهربونها عبر الحدود. ونحن نعمل على وقف المجرمين والمتطرفين”.
وحسب ارقام وزارة الداخلية الفدرالية، تم رفض دخول 47.000 شخص من دخول البلاد عبر الحدود بسبب التأشيرات المزورة أو عدم وجود تأشيرات، كما تم كشف 80.000 حالة دخول غير قانوني واعتقال 1900 مهرب.
وكانت الحكومة الألمانية قدر قررت فرض ضوابط حدودية مؤقتة في أكتوبر 2023، علي الحدود المشتركة مع سويسرا والتشيك وبولندا، وفي سبتمبر 2024، وسعت الحكومة الفدرالية من الضوابط الحدودية لتشمل الحدود المشتركة مع هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج والدنمارك، وأبلغت الحكومة المفوضية الأوربية بفرض الضوابط الحدودية بهدف مكافحة الجريمة العابرة للحدود والحماية من الإرهابيين الإسلاميين.
وتري المنظمات المدنية ومنظمات حقوق الإنسان، أن الضوابط التي فرضتها الحكومة تخالف قواعد شنغن، والتي ترفض فرض الرقابة الحدودية إلا في حالات استثنائية، بحيث لا تزيد عن ستة أشهر كما يجب إبلاغ المفوضية الأوربية.
وتواجه الضوابط الحدودية العديد من الصعوبات، خاصة من الشرطة الألمانية التي تفتقر للإمكانيات والأدوات المناسبة، وكان أندرياس روسكوبف من اتحاد الشرطة، قد أشار إلي أن العدد الكبير من رجال الشرطة المنتشرين علي الحدود يجعل أماكن أخري أقل أمنا، وقال روسكوبف ” إن أكثر من ألف عضو من شرطة مكافحة الشغب التابعة للشرطة الفيدرالية يدعمون سلطات الحدود الآن “.
وأشار عضو اتحاد الشرطة إلي أن شرطة مكافحة الشغب، تعد في الواقع مثل فرق الإطفاء التي تظهر في المواقف الكبرى أو مباريات كرة القدم، كما قامت الحكومة بنقل رجال الشرطة من محطات القطارات إلي الحدود، وهو الأمر الذي اثر سلبيا علي مواجهة العديد من الاعتداءات بمحطات القطارات التي تشهد الكثير من الهجمات.
ويتمسك الفصيل الاتحادي بفرض الضوابط الحدودية المشددة علي كل الحدود الألمانية لمنع دخول المهاجرين، وحاول الزعيم الاتحادي فردريش ميرز إصدار قانون من البرلمان يتضمن فرض دائم للضوابط الحدودية، لكن البرلمان صوت بالرفض علي مشروع القانون الاتحادي.
