رفضت وزارة الداخلية في المملكة المتحدة منح حق اللجوء لسيدة افغانية من الناشطات في مجال حقوق المرأة، وكانت تعمل في مشاريع دعم وتمكين المرأة في أفغانستان، وبررت وزارة الداخلية رفض منح اللجوء للسيدة الافغانية علي اساس أن عودتها إلي أفغانستان لا تشكل خطرا عليها.
وكانت السيدة الافغانية قد تقدمت بطلب لجوء لبريطانيا مدعوم بمستندات تثبت أنها كانت تعمل في مشاريع مدعومة دوليا لدعم حقوق المرأة الافغانية، وكانت تتوقع الموافقة علي طلبها مثل العديد من الحالات المماثلة التي حصلت علي حق اللجوء، وقالت السيدة ” عندما وصلتُ إلى هنا، شعرتُ بالأمان. ظننتُ أن لديّ فرصةً للعيش. في أفغانستان، لم أكن أُعتبر إنسانةً “، وعبرت السيدة عن صدمتها من قرار الرفض، وقالت ” كان الرفض صدمة حقيقية. الآن، أشعر بخوف شديد من إعادتي إلى الوطن. إن عيش حياة طبيعية هنا أشبه بحلم. أعاني نفسيًا بشدة “.
وبحسب قرار وزارة الداخلية البريطانية، فإن السيدة لم تقدم أدلة تثبت احتمال تعرضها للخطر في أفغانستان، وجاء بنص قرار الرفض ” يُعتبر أنكِ لا تواجهين خطرًا حقيقيًا بالاضطهاد أو الأذى عند عودتكِ إلى أفغانستان بناءً على ادعائكِ بتعرضكِ لمعاملة سلبية من طالبان” واشار القرار إلي أن مهنة السيدة في دعم حقوق المرأة، من المرجح أن يوفر لها شبكة دعم قوية، وجاء في رسالة وزارة الداخلية للسيدة ” لا توجد في قضيتك أي أسباب إنسانية تبرر منح إذن بالبقاء خارج نطاق قواعد الهجرة “.
وبحسب صحيفة ( الجارديان ) كانت السيدة تعمل مع حكومات غربية في مشروعات تمكين المرأة في أفغانستان، وقامت بتدريب النساء في جميع انحاء البلاد علي حقوق المرأة ودعم المساواة، كما انها خضعت لتدريبات أمنية متعلقة بالتفجيرات والتعرض للاختطاف.
وقد شهدت برامج اللجوء الخاص بالأفغان الهاربين من حكم طالبان تغيير كبير منذ العام الماضي، فبعد أن كانت المملكة المتحدة تمنح اللجوء للأفغانيات اللاتي عملن في مجال حقوق المرأة، بدأت السلطات في التوسع في رفض طلبات اللجوء، حيث رفضت خلال الثلاث شهور الأخيرة من عام 2024 طلبات لجوء 26 امرأة أفغانية، وخلال نفس الفترة رفضت السلطات 2000 طلب لجوء للقادمين من أفغانستان، كما انخفض قبول طلبات لجوء الافغان خلال 2024 إلي 36% مقارنة بنسبة 98.5% في عام 2023.
وقد انتقد محامي السيدة الأفغانية قرار رفض طلب لجوئها، وقال المحامي الذي يعمل بمكتب ( دنكان لويس للمحاماة ) أن “من المثير للصدمة رفض طلبات اللجوء لـ 26 امرأة أفغانية في الربع الأخير. لكن هذه قضية مزعجة للغاية، إذ تُصرّح وزارة الداخلية بأن امرأةً خاطرت بحياتها دفاعًا عن حقوق المرأة في أفغانستان لن تُعرّض نفسها للخطر عند عودتها”، وأشارت تقارير صحفية إلي أن نظام دعم طالبي اللجوء الافغان في بريطانيا قد انهار بدرجة كبيرة، وأنالتغيير الكبير في سياسة الهجرة في المملكة المتحدة أدي إلي مواجهة الأفغان الفارين من طالبان لظروف في غاية الصعوبة.