الخارجية الألمانية توقف المساعدة المالية لعمال الإنقاذ البحري

قررت وزارة الخارجية الألمانية وقف الدعم المالي لعمال إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، ودافع وزير الخارجية يوهان فادفول عن القرار ووصفه بالقرار الحاسم، وقد سبق ووجه الوزير انتقاد الدعم المالي الذي كانت تقدمه وزاة الخارجية للإنقاذ البحري في البحر المتوسط.

وبحسب وزارة الخارجية الألمانية، فإن مخطط ميزانية وزير المالية الألماني لا تشمل أي تمويل لمنظمات الإغاثة الإنسانية التي تعمل علي إنقاذ المهاجرين المهددين بالخطر في البحر المتوسط، وقال فادفول ” إن وزارة الخارجية لا تتحمل مسؤولية استخدام الأموال لهذا النوع من الإنقاذ البحري حاليا “.

كما أكد وزير الخارجية علي أن ألمانيا ملتزمة بالإنسانية لكن يجب التركيز علي جذور حركات اللاجئين، وقال ألمانيا ستظل ملتزمة دائمًا بالإنسانية، وستدافع عنها دائمًا في كل مكان يعاني فيه الناس”، وأشار فادفول إلي أن وزارة الخارجية الألمانية سوف تستخدم الأدوات الدبلوماسية لاحتواء حركات اللاجئين، خاصة الإفريقية مثل جنوب السودان.

وكان الفصيل الاتحادي المحافظ، ينتقد الدعم المالي للمنظمات الإنسانية الذي قدمته وزارة الخارجية في ظل الحكومة السابقة، والتي كان علي رأسها الوزيرة أناليا بيربوك من حزب الخضر، وكان الفصيل الاتحادي يري أن منظمات الإغاثة الإنسانية تشجع علي الهجرة غير النظامية، وكان وزير الخارجية الحالي الذي ينتمي للفصيل الاتحادي يطالب بوقف الدعم المالي لتلك المنظمات، وقد سبق وقال منذ عامين ” في الواقع، وإن كان ذلك عن غير قصد، تُمكّن منظمات الإنقاذ عصابات التهريب اللاإنسانية من ممارسة أعمالها. لا ينبغي استخدام أموال دافعي الضرائب الألمان في هذا “.

وقد لقي قرار الخارجية الألمانية انتقادات شديدة، خاصة من حزب الخضر الذي يري أن القرار لن يحد من الهجرة بل سيجعل طرق الهروب أكثر خطورة، وقالت زعيمة الكتلة البرلمانية للخضر بريتا هاسلمان ” هذا قرار مصيري من الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي. من الواضح أن هذا الائتلاف يُفاقم الأزمة الإنسانية في البحر الأبيض المتوسط ويُسبب معاناة إنسانية “.

كما عبر رجال الإنقاذ البحري بمنظمة ( سي اي ) عن خشيتعهم من توقف التمويل مما يهدد حياة المهاجرين الذي يعبرون البحر في قوارب متهالكة، وقال رئيس المنظمة غوردن إيسلر ” على مدى عشر سنوات، كنا نسد الفجوة في البحر الأبيض المتوسط، والتي كان ينبغي للدول الأوروبية – وبالتالي ألمانيا أيضًا – أن تسدها، والآن، قد تضطر “سي آي” إلى البقاء في الميناء رغم حالات الطوارئ البحرية.

وكانت الحكومة الألمانية السابقة قد خصصت مليوني يورو سنويا لتمويل المنظمات المدنية التي تقوم بإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، كما تبرعت بمبلغ 9.000 يورو لخمس منظمات إنسانية تقوم بعمليات للإنقاذ البحري، لكن خطط ميزانية 2025 التي أعدتها وزارة المالية لم تتضمن أي أموال للمنظمات الإنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *