رئيس أساقفة بولندي ينتقد خطاب الكراهية تجاه المهاجرين

أنتقد الكاردينال البولندي غريغورغ ريش رئيس أساقفة لودز، انتشار خطاب الكراهية والخوف تجاه المهاجرين واللاجئين كونهم غير مسيحيين، وأكد ريش الذي يعد أحد أبرز الشخصيات الكنسية في بولندا علي أن تلك المواقف تتعارض مع التعاليم المسيحية.

وتحدث ريش عن تعارض خطاب الكراهية مع تعاليم المسيحية التي تؤكد علي الترحيب بالغرباء، وقال ريش ” أن لكل شخص الحق في اختيار مكان للعيش فيه وأن يحظى بالاحترام في ذلك المكان”، وأشار ريس إلي ” وحدة الجنس البشري ” التي تدعو إليها المسيحية.

وجاءت تصريحات الاسقف البولندي علي خلفية انتشار المواقف المعادية لللاجئين والمهاجرين في بولندا، خاصة حديث بعض الأساقفة الكاثوليك ضد المهاجرين، وهي الأحاديث التي دقعت الحكومة البولندية لإرسال شكوي للفاتيكان ضد أسقفان بولنديان، كما شهدت بولندا احتجاجات مناهضة للمهاجرين شارك فيها  الالاف في كل انحاء بولندا.

وكتب ريش عظة قرأت في كنائس ابرشيته، بدئها بقصة النبي إبراهيم عندما قابل ثلاث غرباء ظهروا أمام خيمته بالترحيب، وأستشهد بقول المسيح ” كنت غريبا فأويتموني “، وقال ريش ” منذ عدة أسابيع وأشهر، كان النزاع حول اللاجئين والمهاجرين يغذي المناقشات العامة والإجراءات التي – والتي غالبًا ما تستشهد بدوافع مسيحية – ليس لها في الواقع علاقة كبيرة بالمسيحية “.

وأشار ريش إلي أن خطاب الخوف والكراهية يقوض المبادرات الإنجيلية الحقيقية، كما تناول الانتقادات التي طالت منظمة كاريتاس الكاثوليكية التي تدير العديد من مراكز مساعدة اللاجئين والمهاجرين، وقال الأسقف الكاثوليكي ” إن الكراهية والخوف من الآخر والصور النمطية أصبحت حججًا أهم من العقل البشري والإنجيلي. الخطاب السائد يضر بالوافدين الجدد، ويقوض مبادرات ودوافع وقوة الراغبين في مساعدتهم “.

كما تحدث ريش عن حق كل إنسان في اختيار المكان الذي يعيش فيه، وأن هذا الحق يتسق مع ” التعليم الاجتماعي الكاثوليكي “، وأن علي الجميع احترام هذا الحق بصرف النظر عن اختلاف الثقافة واللغة والمعتقد الديني، وقال ” أن المسيحية ليست ديانة قبلية، بل كما يعلم المجمع المسكوني، هي إعلان عن وحدة الجنس البشري بأكمله “، وأكد ريش أن حديثه ليس سياسيا بل دعوة لتغيير اللغة، ودعي ريش المنخرطين في نقاشات الهجرة إلي الالتزام بالتعاليم المسيحية والكنسية، وقال ” وإن لم تفعلوا، فتحلّوا بالشجاعة والتزام الصمت، ولا تُؤجّجوا نار هذا الواقع المُلتهب “.

وتشهد بولندا تصاعد في الخطاب المعادي للهجرة خلال الشهور الأخيرة، وتعمل برئاسة دونالد توسك علي تطبيق إجراءات للحد من الهجرة غير النظامية، كما قامت ببناء جدار عازل علي حدودها مع بيلاروسيا، كما حظرت طلبات اللجوء للقادمين عبر بيلاروسيا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *