تشهد مدينة دبلن أعمال عنف واشتباكات مع الشرطة لليوم الثالث علي التوالي، حيث قامت حشود من المحتجين المناهضين للهجرة بإلقاء الحجارة والالعاب النارية علي الشرطة واشعلوا النار في سيارة، وتركزت الاشتباكات قرب فندق سيتي ويست بمنطقة ساغرت غرب العاصمة.
وقد بدأت الاحداث بعد انتشار مزاعم بشأن قيام طالب لجوء بالاعتداء الجنسي علي فتاة بعمر العاشرة بالمنطقة التي يوجد بها فندق سيتي ويست، والذي يأوي عائلات طالبي لجوء في وضعية الحماية الدولية، حيث تجمعت حشود من اليمين المتطرف بالقرب من الفندق، وألقي المحتجون الحجارة علي الشرطة التي حاولت منعهم من الوصول للفندق.
وبحسب الشرطة الايرلندية، فإن أعمال العنف كانت ” مخطط لها عبر الانترنت “، وأن المحتجين أشعلوا النار في سيارة شرطة، وأدي ذلك لاعتقال ستة اشخاص بتهم تتعلق بالعنف، وقامت الشرطة بنشر ثلاث وحدات شرطية بينها وحدة كلاب، وفرضت وحدة النظام العام طوقا أمنيا حول الفندق، كما استعانت بطائرة هليكوبتر لتقديم المساعدة الجوية.
وبحسب صحيفة هيئة الإذاعة والتليفزيون الايرلندية، فقد أصيب ضابطان من شرطة مكافحة الشغب وتم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج، وذلك بعد أن هاجم مئات المحتجين فرقة شرطة من أربعين شرطيا فقط بمنطقة ساغارت، وقال قائد عمليات الشرطة ” إن الحادث كان تجمعا نظمته مجموعات مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي تزرع الكراهية والعنف وتشجع الآخرين على المشاركة “.
وفي اليوم التالي تصاعدت الاحداث وتحولت إلي ما يشبه حرب الشوارع، حيث قام المحتجون بتعطيل الطائرة المروحية باستخدام أشعة الليزر، كما اخترقوا الطوق الأمني باستخدام عربات تجرها خيول، وقال مفوض الشرطة ” لا يمكن وصف هذه الأعمال إلا بأعمال شغب. لقد كان حشدًا يمارس سلوكًا عنيفًا ضد الشرطة “.
وتأتي الاحداث الأخيرة في سياق تصاعد حركة اليمين المتطرف ضد المهاجرين، والتي لجأت لاستخدام العنف في صيف العام الماضي، حيث شهدت العديد من مدن المملكة المتحدة أعمال شغب واسعة أدت لإصابة عشرات الضباط، كما حدثت حالات نهب للمتاجر وأحرقت عشرات السيارات، وهي الاحداث التي أدت لإدانة ما يقارب 200 شخص بتهم تتعلق بالعنف.
كما شهد العام الحالي العديد من المظاهرات التي ينظمها قيادات اليمين المتطرف ضد الهجرة، وقد انتقلت المظاهرات إلي إيرلندا واسكتلندا واستراليا، وفي المقابل تعمل مجموعات مناهضة العنصرية ومنظمات دعم اللاجئين علي التصدي لتصاعد حركة اليمين المتطرف.
