انخفضت طلبات اللجوء في ألمانيا منذ بداية العام الحالي بنسبة 55% تقريبا مقارنة بالعام السابق، وجاء هذا الانخفاض الكبير نتيجة سياسة الهجرة التقييدية التي تنفذها الحكومة الالمانية منذ توليها السلطة في مايو 2025، حيث اتخذت عدة إجراءات تهدف للحد من الهجرة منها فرض رقابة حدودية صارمة والتوسع في الترحيل.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية الاتحادية، بلغ عدد طلبات اللجوء المقدمة من يناير وحتي أكتوبر من العام الحالي 97.277 طلبا، وهو ما يعني انخفاض اعداد اللجوء بأكثر من النصف مقارنة بعام 2024 الذي سجل 199.947 طلب لجوء أولي.
واشار المتحدث باسم وزارة الداخلية إلي أن زيادة حالات الرفض علي الحدود ساهمت في تقليل طلبات اللجوء، حيث قامت السلطات بإعادة ما يقارب 18.600 شخصا من علي الحدود الخارجية لألمانيا، وذلك تنفيذا لقرار الحكومة برفض طالبي اللجوء من علي الحدود سواء بعدم السماح لهم بدخول البلاد أو القبض عليهم وإعادتهم.
وكان وزير الداخلية الاتحادية ألكسندر دوبرندت، قد أمر بمجرد توليه منصبه قبل سنة أشهر بإعادة طالبي اللجوء من علي الحدود، وهو القرار الذي تعدي أثره الحدود الألمانية، حيث خشيت دول البلقان من إعادة طالبي اللجوء إليها من الحدود الألمانية، وقد طبقت دول البلقان إجراءات رقابة حدودية مماثلة لمنع إعادة طالبي اللجوء إليها مما ساهم في انخفاض أعداد طالبي اللجوء بشكل عام في تلك المنطقة.
وقد صرح وزير الداخلية الاتحادية ألكسندر دوبريندت، بأن الانخفاض الكبير في طلبات اللجوء جاء بسبب تنفيذ سياسة هجرة صارمة وناجحة، وقال ” إن سياستنا في مجال الهجرة ناجحة. لقد نجحنا في الحد بشكل كبير من عوامل الجذب والتأثير المغناطيسي لألمانيا على الهجرة غير الشرعية “، كما أكد الوزير الاتحادي علي استمرار سياسة الهجرة الصارمة، واضاف ” نواصل سعينا الدؤوب نحو تغيير سياسات الهجرة، ونزيد أيضًا من عمليات الترحيل”.
وفي ذات السياق، دعي سياسيون من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي من بينهم زعيم الكتلة البرلمانية للحزب ألكسندر هوفمان، بوضع استراتيجية لإعادة السوريين إلي بلدهم، وقال هوفمان ” من الضروري والصحيح تمامًا. إبرام اتفاقيات مع سوريا لترحيل المجرمين والتهديدات المحتملة أولًا ، وأشار هوفمان إلي نص وثيقة الائتلاف الحكومي علي إعادة السوريين كهدف للحكومة الحالية.
وكان وزير الخارجية يوهان فادفول، قد صرح بعد زيارته الأخيرة لسوريا، بوجود صعوبات في الترحيل إلي سوريا، واشار الوزير إلي ” الدمار الهائل ” الذي لحق بسوريا نتيجة الحرب، وقال فادفول عقب زيارته لإحدى ضواحي دمشق ” لا يمكنهم العودة على المدى القريب. من الصعب حقًا على الناس أن يعيشوا حياة كريمة هنا “.
