أثارت حفلة إفطار نظمها مطعم في الكويت، خلال شهر رمضان الجاري جدلا بسبب تفقد المنظمين هويات الحاضرين وطلب نطق الشهادة، وأغلبهم من العمالة الآسيوية، للتأكد من أنهم مسلمون.
ونقل موقع “بي بي سي” الالكتروني عن أحد المنظمين قوله “نتفقد هويات الصائمين من العمالة الآسيوية قبل الإفطار، عشان نتأكد أنهم مسلمون، وإذا جاء واحد غير مسلم يفطر نطرده، وذلك حسب تعليمات المتكفلين بالإفطار “.
وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات ووصفوه بأنه تصرف غير مقبول وغير انساني ويسيء للمسلمين قبل غيرهم، كما أن مشهد تفحص هويات المسلمين وهم يقفون في طوابير طويلة للحصول على طعام مشهد مذل.
وعلى سبيل المثال قالت نانا على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” “الجوع والفقر ليس له دين، ولو جيه كافر وأفطر معك وممكن يفكر في الهداية وفي الإسلام واخلاقياته”، حسبما أورد برنامج ترندينغ.
وبالمقابل، دافع زياد عن المطعم قائلا “هذا العمل يسمي إفطار مسلم والناس دفعوا أموالا بهذه النية وبالتالي لابد من تنفيذ رغبتهم، اما اطعام الفقراء بشكل عام فهو شي آخر وموجود”.
بينما هاجمت جميلة المشهد برمته قائلة ” عندما تمسك هويات الناس عشان وتتأكد من ديانتهم فهذا مشهد مو حلو، وكان الأفضل أن ترسل الوجبة للصائمين في أماكنهم لكي تحافظ على كرامتهم ولا تشهر بهم”.
وعلى الرغم من أن الأجانب من الدول الغربية يعاملون في الكويت بطريقة مختلفة تماما عن الوافدين ذوي المهارات المتدنية من الدول العربية والآسيوية، فإن المشاعر المعادية للأجانب بين بعض المواطنين ستؤدي على الأرجح الى تراجع أي نوع من الهجرة للعمل في الكويت.
وكانت دراسة استقصائية (Expat Insider 2021) أعدتها مؤسسة InternNations صنفت الكويت بأنها الأسوأ من بين دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة للمغتربين للمرة السابعة في ثماني سنوات، كما أن قوانين الهجرة المعقدة والعقبات البيروقراطية في طلبات الحصول على التأشيرات ستكون بمنزلة رادع إضافي للمستثمرين والوافدين من ذوي الياقات البيضاء.
ومن ثم، من المرجح أن يؤدي الروتين المفرط في الكويت بشأن توظيف العمالة الأجنبية إلى دفع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى بلدان أخرى في المنطقة.
وأفاد مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث ورغم انخفاض حجم الوافدين بنحو 200 ألف وافد في 2021 حسب بيانات الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت بسبب ظروف وباء فيروس كورونا، وأغلبهم من العمالة المنزلية، عاود حجم هذه الفئة من العملة غير الماهرة للارتفاع السريع في 2022 بنحو أكثر من 60 ألفاً والاقتراب من نحو 700 ألف عامل وعاملة، أي ما يعادل نحو ربع اجمالي العمالة الوافدة الى الكويت.
وبذلك يتجه إحصاء العمالة المنزلية للارتفاع مجددا من أجل تدارك انخفاض تاريخي بسبب تداعيات الجائحة والذي ناهز في 2021 نحو140 ألف شخص.
وتختلف نسبة العمالة الآسيوية لعدد السكان الإجمالي من دولة خليجية إلى أخرى وتأتي الكويت ضمن الفئة الأولى خليجيا، وتضم كلا من الإمارات وقطر ، وتمثل نسبة الوافدين فيها أكثر من 60% من السكان.