قالت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي، إن مصر لا تترك أبناءها في الخارج لافتة إلى أن كافة البدائل مطروحة للدراسة بما فيها خطة إخلاء عاجلة إذا استلزم الأمر.
وأكدت جندي في تصريحات أدلت بها نشرتها صفحة الوزارة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “مصر لا تترك أبناءها بالخارج في ظل وجود تحديات أو مخاطر في أماكن إقامتهم، وتقف دائمًا معهم، وأنه يتم إجراء تقييم بشكل مستمر لأوضاع الجالية المصرية بالسودان وأن كافة البدائل مطروحة للدراسة بما فيها خطة إخلاء عاجلة إذا استلزم الأمر ووفقًا للموقف والمستجدات على الأرض وبعد فتح المطارات والحدود البرية المغلقة حاليًا”.
وتابعت قائلة إنها “على تواصل مستمر مع عدد كبير من أبنائنا بالسودان، لاسيما الطلاب المتمركزين بالعاصمة الخرطوم، والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف طالب أي حوالي نصف عدد الجالية المصرية هناك”، موضحة أن “عدد الطلاب المتواجدين بالسودان هو أقل من العدد الفعلي المسجل بالجامعات هناك؛ نظرًا لمغادرة الكثيرين إلى مصر لقضاء شهر رمضان والأعياد التي تعتبر إجازات رسمية بالسودان.. وأن هناك مجموعات تواصل قد تم إنشاءها فور حدوث حالة الاضطراب بالبلد الشقيق وذلك للتواصل مع جاليتنا والاطمئنان عليهم ومتابعة أوضاعهم وأي مستجدات تطرأ على الوضع لسرعة التدخل”.
وأضافت أنها على “اتصال دائم بوزارة الخارجية والقطاع الخاص بشؤون السودان، وكذا السفارة والقنصلية المصرية بالخرطوم ورموز الجالية المصرية؛ للمساعدة في حالة نقص طعام أو دواء وتقديم أي شكل من أشكال الدعم للمحتاجين لهذه المواد لاسيما الطلاب المتواجدين في مناطق خطرة، ومن نفد الطعام لديهم”.
وقالت السيدة فريدة النمنم ولي أمر طالبة مصرية عالقة في السودان لبرنامج “آخر النهار” الذي يذاع على فضائية النهار، “أولادنا عالقون دون أي خدمات، فالمياه والكهرباء يتم قطعهما لساعات طويلة وعندما ينزل أولادنا للشارع لشراء الغذاء يتم الاعتداء عليهم من قبل متطرفين، بدعوى أن حكومتنا تدعم الجيش السوداني اللي بيحاربهم”.
وناشدت “رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بالتدخل لإعادة أولادهم، وقيدهم في الجامعات المصرية الخاصة، مشددة على أن الطلاب المصريين يتعرضون للإهانة اليومية”.
وفي هذا السياق، تصدر هاشتاغ “أنقذوا_الطلاب_المصريين في السودان” تعليقات وتغريدات مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، تضامناً مع استغاثات الطلبة المصريين هناك لحمايتهم وإجلائهم نتيجة تردي الأوضاع الأمنية في السودان.
وانتقد محمود أشرف تجاهل ملف الطلاب المصريين في السودان، وقال: “إحنا الطلاب المصريين في السودان، أيوا محدش أجبرنا على السودان وكنا مستحملين كل اللي بيحصل هناك، بس كفايه كدا محدش مستغني عن عمره وكفايه تجاهل”.
ومن جانبه، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أيمن عاشور، أن هناك تنسيقا وتواصلا دائما مع وزارة الخارجية المصرية للاطمئنان على سلامة الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات السودانية، في إطار الأحداث الراهنة التي تشهدها جمهورية السودان الشقيق حاليًا.
وكانت السفارة المصرية في الخرطوم طالبت المواطنين المصريين المُقيمين في السودان، بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن مناطق التوترات والتقليل من التحركات غير الضرورية والتزام المنازل لحين استقرار الأوضاع.
ومنذ انقلاب تشرين الأول/أكتوبر 2021، يدير مجلس السيادة في السودان الحكمَ في البلاد بواسطة قائدين عسكريين في قلب النزاع: عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة والرئيس الفعلي للبلاد، من جهة، ونائبه قائد قوات “الدعم السريع” شبه العسكرية محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، من جهة أخرى.
اختلف الرجلان على الاتجاه الذي تسير فيه البلاد وعلى مقترح الانتقال إلى حكم مدني، ولكن وفقاً للجدول الزمني المتوافق عليه، فقد كان من المفترض الإعلان عن رئيس وزراء جديد ومناصب أخرى يوم الثلاثاء، 11 أبريل/نيسان 2023، إلا أن الموعد النهائي قد انقضى بعد أن فشل الطرفان في التوقيع على الاتفاق الإطاري الذي تم الإعلان عنه في الخامس من ديسمبر/ كانون أول الماضي مرتين، بسبب الخلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش.