أعلن وزير الداخلية البولندي، يوم 18 نيسان/ أبريل إنشاء نظام حماية إلكتروني على طول الحدود مع جيب كالينينغراد الروسي لمنع عبور المهاجرين بصورة غير قانونية في عمليات تتهم وارسو السلطات الروسية بتنظيمها.
وقال الوزير ماريوش كامينسكي في بيان، نشره موقع دويتش فيله، “ستكون لدينا مراقبة تامة لما يحدث على الحدود وسيضمّ المشروع الذي تقدر تكلفته بـ80 مليون يورو، 3000 كاميرا مراقبة وكاشف حركة”.
وسيضاف النظام الجديد إلى حاجز الأسلاك الشائكة الذي يتم بناؤه حالياً على طول الحدود الممتدة على مسافة نحو 200 كيلومتر.
وفي أيلول/سبتمبر 2021، بنت وارسو سياجًا على امتداد 400 كيلومتر على حدودها مع بيلاروسيا بعرض حوالي ثلاثة كيلومترات، وذلك لتفادي حدوث أزمة هجرة تعتبرها بولندا “حربًا” تديرها روسيا وبيلاروسيا ضدها.
ويُمنع في بولندا الاقتراب لمسافة 200 متر من هذه الحدود المحمية بحاجز حديدي ارتفاعه خمسة أمتار يجري تجهيزه بكاميرات وأجهزة لكشف الحركة.
وعلى الرغم من عمليات التصدّي للمهاجرين التي تطبقها بولندا، يبلّغ حرس الحدود ومنظمات غير حكومية يومياً عن حوالى 100 محاولة لعبور الحدود البيلاروسية-البولندية البيلاروسية بشكل غير قانوني يقوم بها مهاجرون ينحدر أغلبهم من دول في الشرق الأوسط.
وجيب “كالينينغراد الروسي” هو مقاطعة إدارية تابعة لروسيا تقع في القارة الأوروبية لا تربطه أي حدود برية بها، وتحده من الشمال والشرق ليتوانيا ويطل على بحر البلطيق من الغرب ومن الجنوب بولندا. وتعتبر كالينينغراد من المناطق المهمة لروسيا عسكريا وجغرافيا وسياسيا.
في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت روسيا عن فتح مطار كالينينغراد أمام شركات الطيران الأجنبية كجزء من سياسة “الأجواء المفتوحة”. لكن هذا القرار أثار مخاوف السلطات في بولندا ورأت أن موسكو تسعى لاستخدام جيبها الاستراتيجي لتسهيل مرور المهاجرين من آسيا وأفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الحالي، ردت وارسو على هذا الإعلان الروسي ببناء جدار يزيد ارتفاعه عن مترين على طول حدودها مع روسيا في كالينينغراد بهدف تأمين المنطقة، و أوضح وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك عندما أعلن عن بناء هذا السياج الحدودي الجديد قائلا “نريد أن نجعل هذه الحدود مانعة لتدفق جديد”.
وفقا للسلطات البولندية، لم يكن هناك أي عبور غير قانوني لمهاجرين بشكل مباشر عبر كالينينغراد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. لكن التحقيق الذي أجراه صحافيين يعملون في الإذاعة العامة الألمانية “SWR” كشف أن المهربين ساعدوا مهاجرين من الشرق الأوسط في الحصول على تأشيرات روسية حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه الأراضي الروسية الصغيرة.
ومنذ العام الماضي، أدى عبور مهاجرين بيلاروسيا لدخول الاتحاد الأوروبي إلى مقتل 21 شخصا على الأقل، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحواجز الفولاذية والأسلاك الشائكة التي أقامها جيران بيلاروسيا الأوروبيون على طول حدودهم تؤدي بانتظام إلى حدوث إصابات خطيرة