سمحت السلطات الفرنسية لشرطة الحدود باستخدام طائرات بدون طيار لمراقبة الحدود مع إيطاليا لمواجهة تزايد أعداد المهاجرين، في رضوخ لضغوط اليمين المتطرف، فيما ترى الجمعيات العاملة في المنطقة أن الوضع قابل للانفجار في غياب احترام الحقوق.
وسمحت محافظة “ألب ماريتيم” الفرنسية، لشرطة الحدود باستخدام الطائرات بدون طيار في مراقبة أجزاء من الحدود مع إيطاليا، وذلك لمواجهة زيادة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، بحسب تقارير نشرت على الإنترنت يوم الخميس 11 أيار/مايو.
وكان نائب مقاطعة “ألب ماريتيم” ورئيس حزب الجمهوريين، إريك سيوتي، قد ندد في منتصف نيسان/أبريل الماضي، “بغياب مراقبة الهجرة على الحدود الإيطالية”، ودعا إلى “حشد وسائل ضخمة لوقف تدفق المهاجرين الجاري في البلاد، خاصة على الحدود الفرنسية الإيطالية”.
وتشير المعلومات، إلى أن “صعوبة التضاريس”، ووجود العديد من الطرق، “تجعل من الممكن التحايل على نظام مكافحة الهجرة غير الشرعية”، وتجعل من “المستحيل ماديا منع محاولات عبور الحدود غير النظامية (…) بدون عرض جوي ديناميكي فوق المنطقة”.
وتشير البيانات أيضا إلى أنه “منذ بداية عام 2023، تضاعف تدفق المهاجرين من إيطاليا أربع مرات، وتم اعتراض 9 آلاف فرد في وضع غير نظامي” على الحدود
ويوم الخميس، دعا تجمع المقاطعات الفرنسية (ADF) إلى مساعدة الحكومة للتعامل مع “الوضع المتفجر” في مقاطعة “ألب ماريتيم”، حيث يتركز أكثر من ثلث الأجانب غير المصحوبين بذويهم الذين وصلوا إلى فرنسا منذ كانون الثاني/يناير من العام الجاري، والمقدرة أعدادهم بحوالي 2000 قاصر من أصل 5000 مهاجر وصلوا إلى منطقة.
وفي اتصال مع موقع “مهاجر نيوز”، قالت سوزيل بريو، من جمعية “رويا سيتوين”، إن “الوضع ليس كارثياً على الحدود، لكنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها السياسيون الأرقام بهذه الطريقة”، مشيرة إلى زيادة التواجد العسكري على الحدود.
وعبرت بريو عن أسفها لعدم وجود نظام “استقبال طارئ. لقد عدنا مرة أخرى إلى ملاحقة المهاجرين. إنه أمر مروع”.
وأردفت “في إيطاليا، يوجد انطباع عام بالعودة إلى أرقام عام 2017/2018. لكن لا شيء استثنائي حتى الآن على الحدود. الوضع قابل للانفجار لأن الضوابط وعمليات الإعادة القسرية تتم دون احترام للحقوق، مع استمرار الحرمان من الحرية والإعادة القسرية للقصر وعدم الحصول على اللجوء.
ووفقاً للناشطين في المنطقة الحدودية، فقد أربعة مهاجرين حياتهم العام الماضي، أثناء محاولتهم عبور هذه الحدود.
واتهمت منظمات غير حكومية في تقرير الأربعاء فرنسا بارتكاب “انتهاكات جسيمة” لحقوق المهاجرين على حدودها مع إسبانيا، مع تنفيذ عمليات تفتيش “تمييزية” و”إعادة” طالبي لجوء، مشيرة إلى أنها تطبق “الوصفة نفسها” السارية على الحدود الإيطالية.