لم تؤد عملية قتل الشاب الفرنسي من أصول عربية برصاص الشرطة الى اندلاع احتجاجات عنيفة وأعمال شغب فقط بل أظهرت، أيضا، مدى عمق انقسام المجتمع الفرنسي بشأن كيفية التعاطي مع الأعراق المختلفة في الأحياء الفقيرة.
وأثارت حملة جماعية لجمع الأموال لعائلة رجل شرطة فرنسي تمكنت من جمع 1,4 مليون يورو (1,5 مليون دولار) الثلاثاء 4 تموز/يوليو، وهو ما يزيد عن التبرعات التي جُمعت لصالح عائلة ضحيته نائل م. غضب قطاع كبير من المجتمع الفرنسي.
وبدأ الإعلامي الفرنسي اليميني المتطرف جان مسيحة جهود جمع الأموال عبر منصة (غو فند مي) الأمريكية.
ووصف ساسة يساريون حملة جمع الأموال بالمخزية، بينما دافع اليمين المتطرف عن قوات شرطة يقولون إنها هدف يومي للعنف في الأحياء الشعبية المحيطة بالمدن الفرنسية.
ويعكس هذا الجدل صورة للشروخ العميقة في المجتمع الفرنسي.
وكتب مسيحة في تغريدة على تويتر بعد تدشين الحملة “هذا الشرطي ضحية لمطاردة محلية شريرة. هذه فضيحة”، مضيفا “جهود جمع الأموال… هي رمز لفرنسا التي تقول لا لهذه الخيانة”.
ويواجه رجل الشرطة اتهامات بالقتل العمد وجرى وضعه رهن الاحتجاز.
وحث زعيم الحزب الاشتراكي أوليفيه فور منصة (غو فند مي) على وقف الحملة. وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي “أنتم تزيدون هوة تتسع بالفعل بدعمكم رجل شرطة يخضع للتحقيق في اتهام بالقتل العمد. أوقفوا هذا!”
وبلغ إجمالي المبالغ المقدمة لعائلة نائل 352 ألف يورو
وقال وزير العدل إريك دوبون-موريتي لإذاعة فرنسا الدولية إن كل شخص له الحق في التبرع لصالح حملة جماعية، لكنه أضاف “لا أعتقد أن (حملة مسيحة) تسير في اتجاه تهدئة الأوضاع”.
فجَّر إطلاق النار على نائل (17 عاما) المنحدر من أصول جزائرية مغربية موجة شغب بأنحاء البلاد أصابت فرنسا بالصدمة من عنفها قبل أن تسيطر الشرطة على مثيري الشغب مما أدى لهدوء نسبي خلال الليلتين الماضيتين.
وقالت وزارة الداخلية إن الشرطة ألقت القبض على 72 شخصا.
وتسبب القتل في حالة من الاستياء الكبير إزاء وكالات إنفاذ القانون في الأحياء الفقيرة التي تتعدد فيها الأعراق بالمدن الفرنسية الرئيسية.
ولطالما اتهم المسلمون في هذه الأحياء، المنحدرون من شمال أفريقيا على وجه الخصوص، الشرطة الفرنسية بالعنصرية والعنف.