اختار طارق دلبح، الطبيب النفسي الأردني، بعد عشر سنوات من العمل في ألمانيا، أن يؤسس مبادرة “عرب ثيرابي” لتمكين عرب أوروبا من الحصول على العلاج النفسي في تجاوز تام لعائق اللغة.
وتنقل “مهاجر نيوز” عن دلبح، الذي طور الفكرة أثناء عمله في أحد مستشفيات مدينة هامبورغ الألمانية، قوله “كان المراجعون المتحدثون بالعربية، يسعدون كثيرا ويستغربون أيضا لوجود طبيب نفسي عربي خلال الجلسة. كانوا دائما ما يرددون: أخيرا وجدت طبيبا اختصاصيا عربيا سيفهم ماذا أقول بسهولة. لقد كانت هذه الشرارة التي بلورت الفكرة حقيقة”.
ويحكي دلبح، ” أنه بدعم من زوجته، تمكن من العمل على الفكرة وتطويرها ورسم معالمها بالموازاة مع عمله في المستشفى، منطلقا من فكرة حاجة 20 مليون عربي مغترب في كل من أوروبا وأمريكا، وهو عدد كبير ولا يوازيه في المقابل عروض خاصة على مستوى الطب النفسي لمن لا يتحدث منهم لغة البلد المستضيف.
ويشير دلبح، إلى أنه من بين أكبر المشاكل التي وقفت أمام استفادة اللاجئين على وجه الخصوص من خدمات “عرب ثيرابي”، مشكلة التمويل. “لأن دكاترة العيادة ليسوا جميعا في أوروبا، لم نتمكن من الحصول على إمكانية التعامل مع شركات التأمين الألمانية، لأجل أن يتمكن الزبائن من الاستفادة من الخدمات ويتكلف التأمين بدفع المصاريف لنا كما هي الحال مع باقي عيادات الطب النفسي الألمانية”.
لكن جهود دلبح وطاقمه متواصلة لإيجاد حلول، من بينها أنهم تمكنوا من أن يصيروا جزءا من برنامج لدعم الشركات الناشئة في برلين. “وحاليا نشتغل مع مجموعة من الأشخاص ضمن هذا البرنامج، وشريك تقني نتدارس معهم كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأخصائيين النفسيين لأداء عملهم ومهامهم”.
ويستعين فريق المبادرة بالأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، لتقديم خدمات توعوية بالأساس، تشمل التعريف بأمراض نفسية وأهم أعراضها، أو كيفية التغلب على بعض الاضطرابات، وذلك عبر نشر فيديوهات قصيرة باللغة العربية.
يذكر أن دلبح وصل إلى ألمانيا عام 2014 بعد إنهاء دراسة الطب في الأردن، وتعلم اللغة الألمانية وأتم دارسة تخصص الطب النفسي، ليدخل مباشرة إلى سوق العمل بعد تعديل شهاداته.
وخلال تسع سنوات فقط، تمكن الطبيب الشاب من اكتساب خبرة أهلته لإنشاء عيادته الخاصة في إطار الشركات الناشئة.