كشفت منظمة” إيجان بوت ريبورت“غير الحكومية عن احتجاز السلطات اليونانية لنحو 14 لاجئا عربيا في معسكر بجزيرة كوس اليونانية بعد أن نشرت فيديوهات لهم الشهر الماضي يتحدثون فيها عن تعرضهم للضرب وأيديهم مقيدة، وعيونهم معصوبة، وهو ما اثار ضجة كبرى حينذاك.
وقالت المنظمة النرويجية غير الحكومية، “لقد انتظرنا وقتًا طويلاً للكشف عن حقيقة هذه القضية، لمحاولة حماية الضحايا، وحان الوقت الآن لوضع الأمور في نصابها، لشرح سبب قيامنا بما فعلناه.”
وقالت المنظمة على موقعها الالكتروني يوم الأحد 30 تموز/يوليو، كانت السلطات اليونانية فيما يبدو في طريقها لترحيل اللاجئين العرب لتركيا، ولكن بعد نشر الفيديو، قامت السلطات اليونانية بالاحتفاظ بالمجموعة أولاً في الشاحنة، ثم نقلهم إلى مكان سري في كوس لساعات حتى قرروا كيفية التعامل مع الموقف.
وتابعت، تم اصطحاب اللاجئين إلى المخيم ليلاً، في جنح الظلام، لكي يراهم عدد قليل لتفادي أن يتعرف عليهم من رأوا الفيديو الذي تم نشره، مشيرة الى أن المجموعة تم عزلها أيضًا في منطقة مغلقة في المخيم، بعيدًا عن السكان، وسط أجواء من الحيطة والكتمان الشديد.
وأوضحت أن الأشخاص المسجلين من الشاحنة هذا اليوم كانوا في الغالب فلسطينيين من لبنان، وكذلك عائلة سورية، رجل وزوجته وابنهما، والصبي في الفيديو يرتدي قميص سبايدرمان.
وأضافت وبينما تم نقل 14 شخصًا إلى المخيم، تم تسجيل 13 شخصًا فقط في التسجيل الرسمي، حيث تم فصل الأب السوري عن عائلته، والسبب غير واضح، ولكن من المحتمل أنه تم اعتقاله بتهمة التهريب.
وتلفت المنظمة الانتباه الى أنه من الممارسات المعتادة للسلطات اليونانية، ان تقوم الشرطة باعتقال شخص واحد على الأقل من كل قارب، واتهامه بالتهريب، لأنه لا بد أن شخصًا ما كان يقود القارب باتجاه الأرض.
وهناك أكثر من 2000 شخص في السجون اليونانية يواجهون أحكامًا قاسية للاشتباه في أنهم مهربون يقودون قاربًا يقل أشخاصًا عبر الحدود اليونانية.
وبحسب المنظمة فإن أفراد المجموعة يخشون مما سيحدث لهم إذا تحدثوا عما تعرضوا له، بينما يتم حبسهم من قبل نفس السلطات المسؤولة عن هذه المعاملة اللاإنسانية.
وكانت المنظمة قد نشرت في 26 حزيران /يونيو مقطع فيديو من جزيرة كوس، يظهر فيه 14 شخصًا محاصرين ومكمّمين في مؤخرة شاحنة.
وانتشر الفيديو فور نشره، وشاهده أكثر من 500.000 شخص على Twitter في اليوم الأول، وقد أثار الكثير من الاهتمام، وسبب ازعاجا كبيرا لعمدة كوس، ثيودورس نيكيتاراس.
وتشير المنظمة الى انه بينما فعل عمدة كوس كل ما في وسعه لمحاولة تشويه سمعة المنظمة التي نشرت هذا الفيديو المروع، لكنه لم يفعل أي شيء الإطلاق للتحقيق في مثل هذه الأعمال الإجرامية؟
وأشارت المنظمة غير الحكومية أنها ستواصل متابعة وضع الأشخاص المتنقلين في بحر إيجة، وتوثيق وفضح أولئك الذين يحاولون انتهاك حقوق الآخرين، مشددة على أنه “لن يتم إسكاتنا”.
ووثقت وتوثق المنظمات والجمعيات ممارسات الإعادة القسرية غير القانونية التي تنتهجها السلطات اليونانية. ومنعت اليونان دخول أكثر من 150 مهاجر غير نظامي إلى أراضيها عام 2022.