تتجه وزارة الداخلية لفتح التحقيق من جديد في واقعة اختفاء مئات اللاجئين القصر في المملكة المتحدة، وسط انتقادات حقوقية لعزم الوزارة إعادة فتح فندق لاستقبال اللاجئين القصر “سيئ السمعة” في مدينة برايتون.
ووفقا لتحقيق صحيفة “الغارديان” البريطانية، اختفى العشرات من الأطفال طالبي اللجوء في بريطانيا بظروف غامضة، وتم اختطاف الأطفال من فندق تديره وزارة الداخلية بمدينة برايتون بإقليم ساسكس (جنوب شرق بريطانيا)، في نمط يبدو أنه يتكرر عبر الساحل الجنوبي للمملكة.
وتشير الصحيفة ـإن الفندق يبدو متورطا باختطاف عشرات الأطفال غير المصحوبين بذويهم.
وأُجبرت وزارة الداخلية على إجلاء الأطفال غير المصحوبين بذويهم من الفنادق، بعد أن كشفت الأوبزرفر عن اختفاء أعداد كبيرة منهم، واختطاف العديد من قبل العصابات الإجرامية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد وزير الهجرة روبرت جينريك للبرلمان أنه “لا يوجد شباب غير مصحوبين بذويهم في الفنادق على الإطلاق”. ولكن رسالة من مسؤول لجوء كبير في فندق برايتون، تكشف أنه فقد ما لا يقل عن 136 طفلًا.
وبشكل إجمالي فُقد أكثر من 400 طفل غير مصحوبين بذويهم من الفنادق التي تديرها وزارة الداخلية. ومن بين هؤلاء لا يزال 154 في عداد المفقودين وفقًا للمناقشات البرلمانية الأخيرة، على الرغم من جهود الشرطة للعثور عليهم، حسبما ذكر موقع بريطانيا بالعربي.
ويُعتقد أن حوالي 50 شابًا في عداد المفقودين من فندق برايتون، مما أثار القلق من اعتقالهم من قبل عصابات منظمة وإجبارهم على الإجرام. ويبدو أن البعض تم الاتجار بهم، في حين عثرت الشرطة على آخرين في أماكن بعيدة مثل اسكتلندا.
وقالت مصادر إن الضباط عثروا على 12 طفلا من برايتون اعتقلوا لارتكابهم جرائم من بينها العمل في مزارع القنب. ويُزعم أن أحد الأطفال، الذي كان ضحية اعتداء، أُجبر على الرق.
وبالرغم من ذلك فمن المتوقع أن يعاد فتح الفندق خلال أيام لبدء إسكان الشباب طالبي اللجوء الذين وصلوا مؤخرًا إلى المملكة المتحدة من دون آباء أو مقدمي رعاية.
وقال مصدر يعمل في خدمات الأطفال في برايتون، والذي طلب عدم ذكر اسمه، إنه منزعج بشدة من نية وزارة الداخلية إعادة فتح فندق برايتون. وأضاف: “لا أعتقد أنها مصادفة أن يتم إفراغ هذه الفنادق بعد فضيحة الشباب المفقودين”. “والآن بعد أن تلاشى الاهتمام بالقضية، يعيدون فتح نفس المكان بالفعل. إنه أمر شائن”.
وأشار مجلس مدينة برايتون إلى عزمه إيقاف قرار وزارة الداخلية بإعادة فتح الفندق، وقالت بيلا سانكي، مديرة منظمة Detention Action: “نعتقد أنه سيكون من غير القانوني وغير الأخلاقي إعادة الأطفال إلى هذا الفندق”.