عشرات المهاجرين راحوا ضحية الجشع والرغبة في جني الأرباح، حيث دفعهم المهربون للإبحار في البحر المتوسط، رغم سوء الأحوال الجوية، على متن قوارب متهالكة.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 30 شخصا فقدوا إثر غرق قاربين ينقلان مهاجرين قبالة سواحل إيطاليا، وفق شهادات أدلى بها ناجون، يوم 6 تموز/أغسطس الجاري.
وأوضحت المنظمة أن الناجين تحدثوا عن فقدان أثر 28 شخصا كانوا على متن قارب، بينما تم الإبلاغ عن فقدان ثلاثة آخرين من الثاني، بعد غرقهما قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا في ظل أجواء مناخية عاصفة السبت.
ويعتقد أن القاربين كانا مركبين متهالكين من الحديد أبحرا من صفاقس التونسية، الخميس.
وتم فتح تحقيق في غرق القاربين في مدينة أغريجنتي في جزيرة صقلية.
وذكرت وكالة أنباء أنسا الإيطالية أن قوات خفر السواحل عثرت يوم السبت على جثمان شخص بعد غرق زورق مهاجرين قبالة جزيرة لامبيدوزا.
وقال رئيس الشرطة في أغريغينتو، إيمانويل ريكيفاري، إن المهربين كانوا على دراية بالطقس السيء المتوقع. وأضاف لوسائل إعلام إيطالية “من سمح لهم أو أجبرهم على المغادرة مع هذا البحر، هو مجرم عديم الضمير”.
وقال “من المتوقع حدوث أمواج عالية في الأيام القليلة المقبلة أيضاً. دعونا نأمل أن يتوقف المهربين، إنهم يرسلون المهاجرين للهلاك في البحر”.
ومع استمرار الطقس العاصف يوم الأحد، نقلت فرق الإنقاذ المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل على جزء صخري من ساحل لامبيدوزا.
ويعتبر طريق الهجرة عبر وسط البحر المتوسط، انطلاقاً من السواحل الليبية والتونسية، أكثر طرق الهجرة فتكاً في العالم.
يذكر أن أكثر من 1800 شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور هذا الطريق منذ بداية هذا العام، ما يمثل زيادة بنحو 900 شخص عن العام الماضي.
ويُنقل المهاجرون المنحدرون من جنوب الصحراء إلى البحر، من قبل المهربين، ويوضعون “في قوارب حديدية تكلف أقل من القوارب الخشبية المعتادة، لكنها غير صالحة للإبحار على الإطلاق، ومن السهل أن تتفكك وتغرق”.
وغالبا ما تسرق محركات قوارب المهاجرين من قواربهم في البحر، حتى يتمكن المهربون من إعادة استخدامها.
وبناء على بيانات وزارة الداخلية الإيطالية، وصل نحو 92 ألف مهاجر إلى الشواطئ الإيطالية حتى الآن هذا العام، أي أكثر من ضعف العدد المسجل خلال الفترة نفسها من العام الماضي.